Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 24, Ayat: 36-38)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ضرب الله تعالى مثل قلب المؤمن وما فيه من الهدى والعلم ، بالمصباح في الزجاجة الصافية المتوقد من زيت طيب وذلك كالقنديل مثلاً ، ذكر محلها وهي المساجد التي هي أحب البقاع إلى الله تعالى من الأرض ، وهي بيوته التي يعبد فيها ويوحد ، فقال تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } أي أمر الله تعالى بتعاهدها وتطهيرها من الدنس واللغو ، والأقوال والأفعال التي لا تليق فيها ، كما قال ابن عباس : نهى الله سبحانه عن اللغو فيها وقال قتادة : هي هذه المساجد أمر الله سبحانه وتعالى ببنائها وعمارتها ورفعها وتطهيرها ، وقد ذكر لنا أن كعباً كان يقول : مكتوب في التوراة إن بيوتي في الأرض المساجد ، وإنه من توضأ فأحسن وضوءه ، ثم زارني في بيتي أكرمته ، وحقٌ على المزور كرامة الزائر . وقد وردت أحاديث كثيرة في بناء المساجد واحترامها وتوقيرها وتطييبها وتبخيرها ، فعن أمير المؤمنين ( عثمان بن عفان ) رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة " ، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من بنى مسجداً يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتاً في الجنة " وعن عائشة رضي الله عنها : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ببناء المساجد في الدور ، وأن تنظّف وتطيب . وعن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد " وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا : لا أربح الله تجارتك ؛ وإذا رأيتم من ينشد ضالة في المسجد فقولوا : لا ردها الله عليك " . وقد روى ابن ماجه وغيره من حديث ابن عمر مرفوعاً قال : خصال لا تنبغي في المسجد : لا يتخذ طريقاً ، ولا يشهر فيه سلاح ، ولا ينبض فيه بقوس ، ولا ينثر فيه نبل ، ولا يمر فيه بلحم نيء ، ولا يضرب فيه حد ، ولا يقتص فيه أحد ، ولا يتخذ سوقاً . وعن واثلة بن الأسقع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنبوا المساجد صبيانكم ومجانينكم وشراءكم وبيعكم ، وخصوماتكم ، ورفع أصواتكم ، وإقامة حدودكم وسل سيوفكم ، واتخذوا على أبوابها المطاهر ، وجمروها في الجمع " أما أنه لا يتخذ طريقاً فقد كره بعض العلماء المرور فيه إلاّ لحاجة إذا وجد مندوحة عنه ؛ وفي الأثر : إن الملائكة لتتعجب من الرجل يمر بالمسجد لا يصلي فيه ؛ وأما أنه لا يشهر فيه السلاح ولا ينبض فيه بقوس ولا ينثر فيه نبل ، فلما يخشى من إصابة بعض الناس به ، وأما النهي عن المرور باللحم النيء فيه فلما يخشى من تقاطر الدم منه ، وأما أنه لا يضرب فيه حد ولا يقتص منه فلما يخشى من إيجاد النجاسة فيه من المضروب أو المقطوع ، وأما أنه لا يتخذ سوقاً فلما تقدم من النهي عن البيع والشراء فيه ، فإنه إنما بني لذكر الله والصلاة فيه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لذلك الأعرابي الذي بال في طائفة المسجد : " إن المساجد لم تبن لهذا إنما بنيت لذكر الله والصلاة فيها " ، وفي الحديث الثاني : " جنبوا مساجدكم صبيانكم " وذلك لأنهم يلعبون فيه ولا يناسبهم ؛ وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا رأى صبياناً يلعبون في المسجد ضربهم بالمخفقة وهي الدرة ، وكان يفتش المسجد بعد العشاء فلا يترك فيه أحداً ، " ومجانينكم " يعني لأجل ضعف عقولهم ، وسخر الناس بهم ، فيؤدي إلى اللعب فيها ولما يخشى من تقذيرهم المسجد ونحو ذلك " وبيعكم وشراءكم " كما تقدم ، " وخصوماتكم " يعني التحاكم والحكم فيه ؛ ولهذا نص كثير من العلماء على أن الحاكم لا ينتصب لفصل الأقضية في المسجد ، بل يكون في موضع غيره لما فيه من كثرة الحكومات والتشاجر والألفاظ التي لا تناسبه ؛ ولهذا قال بعده : " ورفع أصواتكم " . وروى البخاري عن السائب بن يزيد الكندي قال : كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل ، فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال : اذهب فائتني بهذين ، فجئته بهما فقال : من أنتما ؟ أو من أين أنتما ؟ قالا : من أهل الطائف ، قال : لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال النسائي : سمع عمر صوت رجل في المسجد فقال : أتدري أين أنت ؟ وقوله : " واتخذوا على أبوابها المطاهر " يعني المراحيض التي يستعان بها على الوضوء وقضاء الحاجة ، وقد كانت قريباً من مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم آبار يستقون منها فيشربون ويتطهرون ويتوضأون وغير ذلك ، وقوله : " وجمروها في الجمع " يعني بخروها في أيام الجمع لكثرة اجتماع الناس يومئذٍ ، وقد روى الحافظ أبو يعلى الموصلي عن ابن عمر : أن عمر كان يجمر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم كل جمعة ، وقد ثبت في " الصحيحين " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة الرجل في الجماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً . وذلك أنه إذا توضأ فأحسن الوضوء ، ثم خرج إلى المسجد لا يخرجه إلاّ الصلاة لم يخط خطوة إلاّ رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة ، فإذا صلى لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام في مصلاه : اللهم صل عليه ، اللهم ارحمه ، ولا يزال في صلاة ما انتظر الصلاة " وعند الدارقطني مرفوعاً : " لا صلاة لجار المسجد إلاّ في المسجد " ، وفي السنن : " بشر المشائين إلى المساجد في الظلم بالنور التام يوم القيامة " . ويستحب لمن دخل المسجد أن يبدأ برجله اليمنى ، وأن يقول كما ثبت في " صحيح البخاري " عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد يقول : " أعوذ بالله العظيم ، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم ، من الشيطان الرجيم " قال : فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليقل : اللهم إني أسألك من فضلك " ، وعن أبي هريرة : رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا دخل أحدكم المسجد فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم افتح لي أبواب رحمتك ، وإذا خرج فليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وليقل : اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم " ، وعن فاطمة بنت الحسين عن جدتها فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم ، ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك " ، وإذا خرج صلى على محمد وسلم ، ثم قال : " اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك " " ، فهذا الذي ذكرناه داخل في قوله تعالى : { فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ } وقوله : { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } أي اسم الله ، كقوله : { وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } [ الأعراف : 29 ] ، وقوله : { وَأَنَّ ٱلْمَسَاجِدَ لِلَّهِ } [ الجن : 18 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ } قال ابن عباس : يعني يتلى كتابه ، وقوله تعالى : { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } أي في البكرات والعشيات ، والآصال جمع أصيل وهو آخر النهار ، وقال ابن عباس : كل تسبيح في القرآن هو الصلاة ، وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس : يعني الغدو صلاة الغداة ، ويعني بالآصال صلاة العصر ، وهما أول ما افترض الله من الصلاة ، فأحب أن يذكرهما وأن يذكر بهما عباده ، وعن الحسن والضحاك { يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ } : يعني الصلاة . وقوله تعالى : { رِجَالٌ } فيه إشعار بهممهم السامية ، ونياتهم وعزائمهم العالية ، التي بها صاروا عماراً للمساجد ، التي هي بيوت الله في أرضه ، ومواطن عبادته وشكره ، وتوحيده وتنزيهه ، كما قال تعالى : { مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ ٱللَّهَ عَلَيْهِ } [ الأحزاب : 23 ] الآية . وأما النساء فصلاتهن في بيوتهن أفضل لهن ، لما رواه أبو داود عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في حجرتها ، وصلاتها في مخدعها أفضل من صلاتها في بيتها " ، وعن أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " خير مساجد النساء قعر بيوتهن " وروى أحمد " عن أم حميد امرأة أبي حميد الساعدي أنها جاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أحب الصلاة معك ، قال : " قد علمت أنك تحبين الصلاة معي ، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك ، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك ، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك ، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي " قال : فأمرت فبنى لها مسجد في أقصى بيت من بيوتها " ، فكانت والله تصلي فيه حتى لقيت الله تعالى . ويجوز للمرأة شهود جماعة الرجال بشرط أن لا تؤذي أحداً من الرجال بظهور زينة ولا ريح طيب . كما ثبت في الصحيح : " لا تمنعوا إماء الله مساجد الله " ، وفي رواية : " وليخرجن وهن تفلات " أي لا ريح لهن ، وقد ثبت في " صحيح مسلم " عن زينب امرأة عبد الله بن مسعود قالت : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تمس طيباً " ، وفي " الصحيحين " عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كان نساء المؤمنين يشهدن الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يرجعن متلفعات بمروطهن ما يعرفن من الغلس ، وفي " الصحيحين " عنها أيضاً أنها قالت : لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن من المساجد كما منعت نساء بني إسرائيل . وقوله تعالى : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } ، كقوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } [ المنافقون : 9 ] الآية ، يقول تعالى : لا تشغلهم الدنيا وزخرفها وزينتها وملاذ بيعها وربحها عن ذكر ربهم ، لأن الذي عنده خير لهم وأنفع مما بأيديهم ، ولهذا قال تعالى : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلاَةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَـاةِ } أي يقدمون طاعته ومراده ومحبته على مرادهم ومحبتهم ، روى عمرو بن دينار : أن ابن عمر رضي الله عنهما كان في السوق فأقيمت الصلاة ، فأغلقوا حوانيتهم ودخلوا المسجد ، فقال ابن عمر : فيهم نزلت : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } ، وقال ابن أبي حاتم قال أبو الدرداء رضي الله عنه : إني قمت على هذا الدرج أبايع عليه ، أربح كل يوم ثلثمائة دينار ، أشهد الصلاة في كل يوم في المسجد ، أما إني لا أقول إن ذلك ليس بحلال ، ولكني أحب أن أكون من الذين قال الله فيهم : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } . وقال عمرو بن دينار الأعور : كنت مع سالم بن عبد الله ونحن نريد المسجد فمررنا بسوق المدينة ، وقد قاموا إلى الصلاة وخمروا متاعهم ، فنظر سالم إلى أمتعتهم ليس فيها أحد ، فتلا سالم هذه الآية : { رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } ثم قال : هم هؤلاء ؛ وقال الضحاك : لا تلهيهم التجارة والبيع أن يأتوا الصلاة في وقتها ، وقال مطر الوراق : كانوا يبيعون ويشترون ولكن كان أحدهم إذا سمع النداء وميزانه في يده خفضه وأقبل إلى الصلاة ، وقال ابن عباس { لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } يقول : عن الصلاة المكتوبة ، وقال السدي : عن الصلاة في جماعة ، وقال مقاتل بن حيان : لا يلهيهم ذلك عن حضور الصلاة وأن يقيموها كما أمرهم الله ، وأن يحافظوا على مواقيتها وما استحفظهم الله فيها . وقوله تعالى : { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } أي يوم القيامة الذي تتقلب فيه القلوب والأبصار : أي من شدة الفزع وعظمة الأهوال ، كقوله : { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } [ إبراهيم : 42 ] ، وقال تعالى : { إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً } [ الإنسان : 10 ] ، وقوله تعالى هٰهنا : { لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ } أي هؤلاء من الذين يتقبل حسناتهم ويتجاوز عن سيئاتهم . وقوله : { وَيَزِيدَهُمْ مِّن فَضْلِهِ } أي يتقبل منهم الحسن ويضاعفه لهم كما قال تعالى : { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } [ الأنعام : 160 ] الآية ، وقال : { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } [ البقرة : 245 ] الآية ، وقال : { وَٱللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَآءُ } [ البقرة : 261 ] ، وقال هٰهنا : { وَٱللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ } ، وعن ابن مسعود أنه جيء بلبن فعرضه على جلسائه واحداً واحداً فكلهم لم يشربه لأنه كان صائماً ، فتناوله ابن مسعود فشربه لأنه كان مفطراً ، ثم تلا قوله : { يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلْقُلُوبُ وَٱلأَبْصَارُ } ، وفي الحديث : " إذا جمع الله الأولين والآخرين يوم القيامة ، جاء مناد فنادى بصوت يسمع الخلائق : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، ليقم الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ، فيقومون وهم قليل ، ثم يحاسب سائر الخلائق " وروى الطبراني عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ } [ فاطر : 30 ] قال : أجورهم يدخلم الجنة ، ويزيدهم من فضله الشفاعة لمن وجبت له الشفاعة لمن صنع لهم المعروف في الدنيا .