Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 25-29)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن هول يوم القيامة وما يكون فيه من الأمور العظيمة ، فمنها انشقاق السماء وتفطرها ، وانفراجها بالغمام وهو ظلل النور العظيم الذي يبهر الأبصار ، ونزول ملائكة السماوات يومئذٍ ، فيحيطون بالخلائق في مقام المحشر . ثم يجيء الرب تبارك وتعالى لفصل القضاء ، قال مجاهد : وهذا كما قال تعالى : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ ٱلْغَمَامِ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ } [ البقرة : 210 ] الآية . قال شهر بن حوشب : حملة العرش ثمانية ، أربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك . لك الحمد على حلمك بعد علمك ، وأربعة منهم يقولون : سبحانك اللهم وبحمدك ، لك الحمد على عفوك بعد قدرتك . وقوله تعالى : { ٱلْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ ٱلْحَقُّ لِلرَّحْمَـٰنِ } الآية . كما قال تعالى : { لِّمَنِ ٱلْمُلْكُ ٱلْيَوْمَ لِلَّهِ ٱلْوَاحِدِ ٱلْقَهَّارِ } [ غافر : 16 ] وفي " الصحيح " : أن الله تعالى يطوي السماوات بيمينه . ويأخذ الأرضين بيده الأخرى ثم يقول : أنا الملك ، أنا الديان ، أين ملوك الأرض ؟ أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ . وقوله : { وَكَانَ يَوْماً عَلَى ٱلْكَافِرِينَ عَسِيراً } أي شديداً صعباً لأنه يوم عدل وقضاء فصل . كما قال تعالى : { فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ * عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ } [ المدثر : 9 - 10 ] فهذا حال الكافرين في هذا اليوم . وأما المؤمنون فكما قال تعالى : { لاَ يَحْزُنُهُمُ ٱلْفَزَعُ ٱلأَكْبَرُ } [ الأنبياء : 103 ] الآية ، وروى الإمام أحمد عن أبي سعيد الخدري قال ، قيل : يا رسول الله { يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ } [ المعارج : 4 ] ما أطول هذا اليوم ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا " وقوله تعالى : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ } الآية ، يخبر تعالى عن ندم الظالم الذي فارق طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما جاء من عند الله من الحق المبين الذي لا مرية فيه ، وسلك طريقاً أخرى غير سبيل الرسول ، فإذا كان يوم القيامة ندم حيث لا ينفعه الندم ، وعض على يديه حسرة وأسفاً ، وسواء كان سبب نزولها في عقبة بن معيط ، أو غيره من الأشقياء ، فإنها عامة في كل ظالم كما قال تعالى : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ } [ الأحزاب : 66 ] الآيتين ، فكل ظالم يندم يوم القيامة غاية الندم ، ويعض على يديه قائلاً { يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً * يَٰوَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِيلاً } يعني من صرفه عن الهدى وعدل به إلى طريق الضلال من دعاة الضلالة ، وسواء في ذلك ( أمية بن خلف ) أو أخوه ( أُبي بن خلف ) أو غيرهما { لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ ٱلذِّكْرِ } وهو القرآن { بَعْدَ إِذْ جَآءَنِي } أي بعد بلوغه إليَّ قال الله تعالى : { وَكَانَ ٱلشَّيْطَانُ لِلإِنْسَانِ خَذُولاً } أي يخذله عن الحق ويصرفه عنه ويستعمله في الباطل ويدعوه إليه .