Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 41-44)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن استهزاء المشركين بالرسول صلى الله عليه وسلم إذا رأوه ، كما قال تعالى : { وَإِذَا رَآكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً } [ الأنبياء : 36 ] الآية ، يعنونه بالعيب والنقص ، وقال هٰهنا : { وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَـٰذَا ٱلَّذِي بَعَثَ ٱللَّهُ رَسُولاً } ؟ أي على سبيل التنقص والإزدراء ، وقوله تعالى : { إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا } يعنون أنه كاد يثنيهم عن عبادة الأصنام ، لولا أن صبروا وتجلدوا واستمروا عليها ، قال الله تعالى متوعداً لهم ومتهدداً : { وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ ٱلْعَذَابَ } الآية ، ثم قال تعالى لنبيه منبهاً : أنَّ من كتب الله عليه الشقاوة والضلال فإنه لا يهديه أحد إلا الله عزَّ وجلَّ ، { أَرَأَيْتَ مَنِ ٱتَّخَذَ إِلَـٰهَهُ هَوَاهُ } أي مهما استحسن من شيء ورآه حسناً في هوى نفسه كان دينه ومذهبه ، كما قال تعالى : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ } [ فاطر : 8 ] الآية ، ولهذا قال هٰهنا : { أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً } ؟ قال ابن عباس : كان الرجل في الجاهلية يعبد الحجر الأبيض زماناً فإذا رأى غيره أحسن منه عبد الثاني وترك الأول ، ثم قال تعالى : { أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ } ؟ الآية ، أي هم أسوأ حالاً من الأنعام السارحة ، فإن تلك تفعل ما خلقت له ، وهؤلاء خلقوا لعبادة الله وحده ، وهم يعبدون غيره ويشركون به ، مع قيام الحجة عليهم وإرسال الرسل إليهم .