Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 25, Ayat: 45-47)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
شرع سبحانه وتعالى في بيانه الأدلة الدالة على وجوده ، وقدرته التامة على خلق الأشياء المختلفة والمتضادة ، فقال تعالى : { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ } ؟ قال ابن عباس ومجاهد : هو ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس { وَلَوْ شَآءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً } أي دائماً لا يزول ، وقوله تعالى : { ثُمَّ جَعَلْنَا ٱلشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً } أي لولا أن الشمس تطلع عليه لما عرف ، وقال قتادة والسدي : دليلاً تتلوه وتتبعه حتى تأتي عليه كله ، وقوله تعالى : { ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضاً يَسِيراً } أي الظل ، وقيل الشمس ، { يَسِيراً } أي سهلاً ، قال ابن عباس : سريعاً ، وقال مجاهد خفياً حتى لا يبقى في الأرض ظل إلاّ تحت سقف أو تحت شجرة . وقال أيوب بن موسى { قَبْضاً يَسِيراً } : قليلاً قليلاً . وقوله : { وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلَّيلَ لِبَاساً } أي يلبس الوجود ويغشاه ، كما قال تعالى : { وَٱلْلَّيْلِ إِذَا يَغْشَىٰ } [ الليل : 1 ] { وَٱلنَّوْمَ سُبَاتاً } أي قاطعاً للحركة لراحة الأبدان ، فإن الأعضاء والجوارح تكل من كثرة الحركة ، فإذا جاء الليل وسكن سكنت الحركات فاستراحت ، فحصل النوم الذي فيه راحة البدن والروح معاً ، { وَجَعَلَ ٱلنَّهَارَ نُشُوراً } أي ينتشر الناس فيه لمعايشهم ومكاسبهم وأسبابهم .