Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 26, Ayat: 29-37)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما قامت الحجة على فرعون بالبيان والعقل ، عدل إلى أن يقهر موسى بيده وسلطانه ، فظن أنه ليس وراء هذا المقام مقال فقال : { لَئِنِ ٱتَّخَذْتَ إِلَـٰهَاً غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ ٱلْمَسْجُونِينَ } ، فعند ذلك قال موسى : { أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيءٍ مُّبِينٍ } ؟ أي ببرهان قاطع واضح ، { قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ * فَأَلْقَىٰ عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ } أي ظاهر واضح في غاية الجلاء والوضوح ، ذات قوائم وفم كبير وشكل هائل مزعج ، { وَنَزَعَ يَدَهُ } أي من جيبه { فَإِذَا هِيَ بَيْضَآءُ لِلنَّاظِرِينَ } أي تتلألأ كقطعة من القمر ، فبادر فرعون بشقاوته إلى التكذيب والعناد ، فقال للملأ حوله : { إِنَّ هَـٰذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ } أي بارع في السحر ، فروّج عليهم أن هذا من قبيل السحر لا من قبيل المعجزة ، ثم هيجهم وحرضهم على مخالفته والكفر به ، فقال : { يُرِيدُ أَن يُخْرِجَكُمْ مِّنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ } الآية ، أي أراد أن يذهب بقلوب الناس معه بسبب هذا ، فيكثر أعوانه وأنصاره وأتباعه ويغلبكم على دولتكم ، فيأخذ البلاد منكم ، فأشيروا عليَّ فيه ماذا أصنع به ؟ { قَالُوۤاْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَٱبْعَثْ فِي ٱلْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيم } أي أخره وأخاه حتى تجمع له من مدائن مملكتك ، وأقاليم دولتك كل سحار عليم يقابلونه ، ويأتون بنظير ما جاء به ، فتغلبه أنت وتكون لك النصرة والتأييد فأجابهم إلى ذلك ، وكان هذا من تسخير الله تعالى ، ليجتمع الناس في صعيد واحد ، وتظهر آيات الله وحججه وبراهينه على الناس في النهار جهرة .