Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 26, Ayat: 69-77)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذا إخبار من الله تعالى عن عبده ورسوله وخليله إبراهيم عليه السلام إمام الحنفاء ، أمر الله تعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم أن يتلوه على أمته ليقتدوا به في الإخلاص والتوكل ، وعبادة الله وحده لا شريك له والتبري من الشرك وأهله ، فإن الله تعالى آتى إبراهيم رشده من صغره ، فإنه من وقت نشأ وشب أنكر على قومه عبادة الأصنام مع الله عزَّ وجلَّ ، { إِذْ قَالَ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ } ؟ أي ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ؟ { قَالُواْ نَعْبُدُ أَصْنَاماً فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ } أي مقيمين على عبادتها ودعائها ، { قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ * أَوْ يَنفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ * قَالُواْ بَلْ وَجَدْنَآ آبَآءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } يعني اعترفوا بأن أصنامكم لا تفعل شيئاً من ذلك وإنما رأوا آباءهم كذلك يفعلون ، فهم على آثارهم يهرعون ، فعند ذلك قال لهم إبراهيم : { أَفَرَأَيْتُمْ مَّا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ * أَنتُمْ وَآبَآؤُكُمُ ٱلأَقْدَمُونَ * فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِيۤ إِلاَّ رَبَّ ٱلْعَالَمِينَ } أي إن كانت هذه الأصنام شيئاً ولها تأثير ، فلتخلص إليّ بالمساءة ، فإني عدو لها لا أبالي بها ولا أفكر فيها ، وهذه كما قال تعالى مخبراً عن نوح عليه السلام { فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ } [ يونس : 71 ] الآية . وقال هود عليه السلام { فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لاَ تُنظِرُونِ } [ هود : 55 ] ، وهكذا تبرأ إبراهيم من آلهتهم ، قال تعالى : { وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَآءٌ مِّمَّا تَعْبُدُونَ * إِلاَّ ٱلَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [ الزخرف : 26 - 27 ] .