Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 10-11)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن صفات المكذبين ، الذين يدعون الإيمان بألسنتهم ولم يثبت الإيمان في قلوبهم ، بأنهم إذا جاءتهم محنة وفتنة في الدنيا ، اعتقدوا أن هذا من نقمة الله تعالى بهم فارتدوا عن الإسلام ، ولهذا قال تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ } قال ابن عباس : يعني فتنته أن يرتد عن دينه إذا أوذي في الله ، وكذا قال غيره من علماء السلف ، وهذه الآية كقوله تعالى : { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ ٱطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ ٱنْقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ } [ الحج : 11 ] - إلى قوله - { ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [ الحج : 12 ] ، ثم قال عزَّ وجلَّ : { وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } أي ولئن جاء نصر قريب من ربك يا محمد وفتح ومغانم ، ليقولن هؤلاء لكم إنا كنا معكم أي إخوانكم في الدين ، كما قال تعالى : { ٱلَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِن كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوۤاْ أَلَمْ نَكُنْ مَّعَكُمْ } [ النساء : 141 ] الاية ، وقوله تعالى مخبراً عنهم هٰهنا : { وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ } ، ثم قال تعالى : { أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ } أي أوليس الله بأعلم بما في قلوبهم ، وما تكنه ضمائرهم ، وإن أظهروا لكم الموافقة ؟ وقوله تعالى : { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ } أي وليختبرن الله الناس بالضراء والسراء ، ليتميز من يطيع الله في الضراء والسراء ، ومن يطيعه في حظ نفسه ، كما قال تعالى : { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ ٱلْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَٱلصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَاْ أَخْبَارَكُمْ } [ محمد : 31 ] .