Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 29, Ayat: 31-35)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

لما استنصر ( لوط ) عليه السلام بالله عزَّ وجلَّ عليهم بعث الله لنصرته ملائكة ، فمروا على ( إبراهيم ) عليه السلام في هيئة أضياف ، فجاءهم بما ينبغي للضيف ، فلما رأى إبراهيم أنه لا همة لهم إلى الطعام نكرهم ، وأوجس منهم خيفة ، فشرعوا يؤانسونه ويبشرونه بوجود ولد صالح من امرأته سارة ، وكانت حاضرة فتعجبت من ذلك ، كما تقدم بيانه في سورة هود والحجر ، فلما جاءت إبراهيم بالبشرى وأخبروه بأنهم أرسلوا لهلاك قوم لوط أخذ يدافع لعلهم ينظرون ؛ لعل الله أن يهديهم ، ولما قالوا إنا مهلكو أهل هذه القرية { قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُواْ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ ٱمْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرِينَ } أي من الهالكين لأنها كانت تمالئهم على كفرهم وبغيهم ، ثم ساروا من عنده فدخلوا على ( لوط ) في صورة شبان حسان ، فلما رآهم كذلك { سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً } أي اغتم بأمرهم إن هو أضافهم خاف عليهم من قومه ، وإن لم يضفهم خشي عليهم منهم ، ولم يعلم بأمرهم إلاَّ في الساعة الراهنة { قَالُواْ لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ ٱمْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ ٱلْغَابِرينَ * إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَىٰ أَهْلِ هَـٰذِهِ ٱلْقَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ } ، وذلك أن جبريل عليه السلام اقتلع قراهم من قرار الأرض ثم رفعها إلى عنان السماء ثم قلبها عليهم ، وأرسل الله عليهم حجارة من سجيل منضود ، وجعل الله مكانها بحيرة خبيثة منتنة ، وجعلهم عبرة إلى يوم التناد ، وهم من أشد الناس عذاباً يوم المعاد ، ولهذا قال تعالى : { وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَآ آيَةً بَيِّنَةً } أي واضحة { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } ، كما قال تعالى : { وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ * وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ } [ الصافات : 137 - 138 ] ؟ .