Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 3, Ayat: 1-4)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قد ذكرنا الحديث الوارد في أن اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين { ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } ، و { الۤمۤ * ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } عند تفسير آية الكرسي ، وقد تقدم الكلام على قوله : { الۤمۤ } في أول سورة البقرة بما أغنى عن إعادته ، وتقدم الكلام على قوله : { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ } [ البقرة : 255 ] في تفسير آية الكرسي . وقوله تعالى : { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } يعني نزل عليك القرآن يا محمد بالحق ، أي لا شك فيه ولا ريب بل هو منزل من عند الله ، أنزله بعلمه والملائكة يشهدون ، وكفى بالله شهيداً . وقوله : { مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ } أي من الكتب المنزلة قبله من السماء على عباد الله والأنبياء ، فهي تصدقه بما أخبرت به وبشرت في قديم الزمان ، وهو يصدقها لأنه طابق ما أخبرت به وبشرت من الوعد من الله بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم وإنزال القرآن العظيم عليه ، وقوله : { وَأَنزَلَ ٱلتَّوْرَاةَ } أي على موسى بن عمران ، { وَٱلإِنْجِيلَ } أي على عيسى ابن مريم عليهما السلام ، { مِن قَبْلُ } أي من قبل هذا القرآن ، { هُدًى لِّلنَّاسِ } : أي في زمانهما ، { وَأَنزَلَ ٱلْفُرْقَانَ } : وهو الفارق بين الهدى والضلال ، والحق والباطل ، والغي والرشاد ، بما يذكره الله تعالى من الحجج والبينات والدلائل الواضحات ، والبراهين القاطعات ، ويبينه ويوضحه ويفسره ويقرره ويرشد إليه وينبه عليه من ذلك . وقال قتادة والربيع : الفرقان هٰهنا القرآن ، واختار ابن جرير أنه مصدر هٰهنا لتقدم ذكر القرآن في قوله : { نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ بِٱلْحَقِّ } وهو القرآن . وأما ما روي عن أبي صالح : أن المراد بالفرقان هٰهنا التوراة ، فضعيف أيضاً ، لتقدم ذكر التوراة ، والله أعلم . وقوله تعالى : { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } أي جحدوا بها وأنكروها وردوها بالباطل ، { لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } : أي يوم القيامة ، { وَٱللَّهُ عَزِيزٌ } أي منيع الجناب عظيم السلطان ، { ذُو ٱنْتِقَامٍ } : أي ممن كذب بآياته وخالف رسله الكرام وأنبياءه العظام .