Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 7-9)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى أن في القرآن آيات محكمات { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } أي بينات واضحات الدلالة لا التباس فيها على أحد ، ومنه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على كثير من الناس أو بعضهم ، فمن رد ما اشتبه إلى الواضح منه وحكَّم محكمه على متشابهه عنده فقد اهتدى ، ومن عكس انعكس ، ولهذا قال تعالى : { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } أي أصله الذي يرجع إليه عند الاشتباه { وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } أي تحتمل دلالتها موافقة المحكم ، وقد تحتمل شيئاً آخر من حيث اللفظُ والتركيبُ لا من حيث المراد ، وقد اختلفوا في المحكم والمتشابه ، فقال ابن عباس : المحكمات ناسخة وحلاله وحرامه وحدوده وأحكامه وما يؤمر به ويعمل به . وقال يحيى بن يعمر : الفرائض والأمر والنهي والحلال والحرام ، وقال سعيد بن جبير : { هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ } لأنهن مكتوبات في جميع الكتب ، وقال مقاتل : لأنه ليس من أهل دين إلا يرضى بهن . وقيل : في المتشابهات : المنسوخة والمقدم والمؤخر والأمثال فيه والأقسام ، وما يؤمن به ولا يعمل به ، روي عن ابن عباس ، وقيل : هي الحروف المقطعة في أوائل السور قاله مقاتل بن حيان ، وعن مجاهد : المتشابهات يصدق بعضها بعضاً وهذا إنما هو في تفسير قوله : { كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ } [ الزمر : 23 ] هناك ذكروا أن المتشابه هو الكلام الذي يكون في سياق واحد ، والمثاني هو الكلام في شيئين متقابلين كصفة الجنة وصفة النار ، وذكر حال الأبرار وحال الفجّار ونحو ذلك ، وأما ها هنا فالمتشابه هو الذي يقابل المحكم ، وأحسن ما قيل فيه هو الذي قدمنا ، وهو الذي نص عليه ابن يسار رحمه الله حيث قال : { مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ } فهن حجة الرب وعصمة العباد ودفع الخصوم الباطل ، ليس لهن تصريف ولا تحريف عما وضعن عليه ، قال : والمتشابهات في الصدق ليس لهن تصريف وتحريف وتأويل ، ابتلى الله فيهن العباد كما ابتلاهم في الحلال والحرام ألا يصرفن إلى الباطل ولا يحرفن عن الحق . ولهذا قال الله تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ } أي ضلال وخروج عن الحق إلى الباطل { فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ } أي إنما يأخذون منه المتشابه الذي يمكنهم أن يحرفوه إلى مقاصدهم الفاسدة وينزلوه عليها لاحتمال لفظه لما يصرفونه . فأما المحكم فلا نصيب لهم فيه لأنه دامغ لهم وحجة عليهم ، ولهذا قال الله تعالى : { ٱبْتِغَاءَ ٱلْفِتْنَةِ } أي الإضلال لأتباعهم ، إيهاماً لهم أنهم يحتجون على بدعتهم بالقرآن ، وهو حجة عليهم لا لهم ، كما لو احتج النصارى بأن القرآن قد نطق بأن عيسى روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ، وتركوا الاحتجاج بقوله : { إِنْ هُوَ إِلاَّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ } [ الزخرف : 59 ] وبقوله : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ } [ آل عمران : 59 ] ، وغير ذلك من الآيات المحكمة المصرحة بأنه خَلْقٌ من مخلوقات الله ، وعبد ورسول من رسل الله . وقوله تعالى : { وَٱبْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ } أي تحريفه على ما يريدون ، وقال مقاتل والسدي : يبتغون أن يعلموا ما يكون وما عواقب الأشياء من القرآن ، وقد قال الإمام أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت : " قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ } . إلى قوله : { أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } فقال : " إذا رأيتم الذين يجادلون فيه فهم الذين عنى الله فاحذروهم " وقد روى هذا الحديث البخاري عند تفسير هذه الآية ومسلم في كتاب القدر من صحيحه وأبو داود في السنة من سننه ثلاثتهم عن القاسم بن محمد عن عائشة . رضي الله عنها قالت : " تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : { هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ } إلى قوله : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمَّى الله فاحذروهم " " . وروى أحمد عن أبي أمامة " عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : { فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ } . قال : " هم الخوارج " ، وفي قوله تعالى : { يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ } قال : " هم الخوارج " ، وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفاً من كلام الصحابي ، ومعناه صحيح فإن أول بدعة وقعت في الإسلام فتنة الخوارج ، وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم النبي صلى الله عليه وسلم ( غنائم حنين ) فكأنهم رأوا - في عقولهم الفاسدة - أنه لم يعدل في القسمة ففاجأوه بهذه المقالة ، فقال قائلهم وهو ( ذو الخويصرة ) - بقر الله خاصرته - إعدل فإنك لم تعدل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لقد خبت وخسرت . إن لم أكن أعدل ، أيأمنني على أهل الأرض ولا تأمنوني " ! فلما قفا الرجل استأذن عمر بن الخطاب في قتله ، فقال : " دعه فإنه يخرج من ضئضئىء هذا - أي من جنسه - قوم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وقراءته مع قراءتهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً لمن قتلهم " ثم كان ظهورهم أيام ( علي بن أبي طالب ) رضي الله عنه وقتلهم بالنهروان ، ثم تشعبت منهم شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقالات ونِحل كثيرة منتشرة ، ثم انبعثت القدرية ، ثم المعتزلة ، ثم الجهمية ، وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في قوله : " " وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة " ، قالوا : ومن يا رسول الله ؟ قال : " من كان على ما أنا عليه وأصحابي " أخرجه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة . وروى الحافظ أبو يعلى ، عن حذيفة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر : " إنّ في أمتي قوماً يقرؤون القرآن ينثرونه نثر الدَّقل يتأولونه على غير تأويله " . وقوله تعالى : { وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱللَّهُ } اختلف القراء في الوقف هٰهنا ، فقيل على الجلالة كما تقدم عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال : التفسير على أربعة أنحاء ، فتفسير لا يعذر أحد في فهمه ، وتفسير تعرفه العرب من لغاتها ، وتفسير يعلمه الراسخون في العلم ، وتفسير لا يعلمه إلا الله ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضاً ، فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما تشابه منه فآمنوا به " ، وقال عبد الرزاق : كان ابن عباس يقرأ : { وما يعلم تأويله إلا الله ويقول الراسخون آمنا به } ، وكذا رواه ابن جرير عن عمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس أنهم يؤمنون به ولا يعلمون تأويله ، وحكى ابن جرير أن في قراءة عبد الله بن مسعود : { إن تأويله إلا عند الله ، والراسخون في العلم يقولون آمنا به } واختار ابن جرير هذا القول . ومنهم من يقف على قوله تعالى : { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } وتبعهم كثير من المفسرين وأهل الأصول ، وقالوا الخطاب بما لا يفهم بعيد ، وقد روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال : أنا من الراسخين الذين يعلمون تأويله ، وقال مجاهد : والراسخون في العلم يعلمون تأويله ويقولون آمنا به ، وكذا قال الربيع بن أنس . وقال محمد بن جعفر بن الزبير : وما يعلم تأويله الذي أراد ما أراد إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به ، ثم ردوا تأويل المتشابهات على ما عرفوا من تأويل المحكمة التي لا تأويل لأحد فيها إلا تأويل واحد . فاتسق بقولهم الكتاب وصدق بعضه بعضاً فنفذت الحجة ، وظهر به العذر وزاح به الباطل ودفع به الكفر ، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال : " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل " ومن العلماء من فصل في هذا المقام وقال : التأويل يطلق ويراد به في القرآن معنيان ، أحدهما : التأويل بمعنى حقيقة الشيء وما يؤول أمره إليه ؛ ومنه قوله تعالى : { وَقَالَ يٰأَبَتِ هَـٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ } [ يوسف : 100 ] وقوله : { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } [ الأعراف : 53 ] أي حقيقة ما أخبروا به من أمر المعاد . فإن أريد بالتأويل هذا فالوقف على الجلالة ؛ لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمه على الجلية إلا الله عزّ وجلّ ؛ ويكون قوله : { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } مبتدأ و { يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ } خبره . وأما إن أريد بالتأويل المعنى الآخر : وهو التفسير والبيان والتعبير عن الشيء كقوله : { نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ } [ يوسف : 36 ] أي بتفسيره ، فإن أريد به هذا المعنى فالوقف على { وَٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ } لأنهم يعلمون ويفهمون ما خوطبوا به بهذا الاعتبار ، وإن لم يحيطوا علماً بحقائق الأشياء على كنه ما هي عليه ، وعلى هذا فيكون قوله : { يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ } حالاً منهم ، وساغ هذا وإن يكون من المعطوف دون المعطوف عليه كقوله : { لِلْفُقَرَآءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ } [ الحشر : 8 ] - إلى قوله - { يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا } [ الحشر : 10 ] الآية ، وقوله تعالى : { وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً } [ الفجر : 22 ] أي وجاء الملائكة صفوفاً صفوفاً . وقوله تعالى - إخباراً عنهم - أنهم يقولون آمنا به أي المتشابه { كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا } أي الجميع من المحكم والمتشابه حق وصدق ، وكل واحد منهما يصدق الآخر ويشهد له ، لأن الجميع من عند الله وليس شيء من عند الله بمختلف ولا متضاد ، كقوله : { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ ٱخْتِلاَفاً كَثِيراً } [ النساء : 82 ] ، ولهذا قال تعالى : { وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } أي إنما يفهم ويعقل ويتدبر المعاني على وجهها أولوا العقول السليمة والفهوم المستقيمة ، وقد قال ابن أبي حاتم بسنده : حدَّثنا عبد الله بن يزيد - وكان قد أدرك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنَساً وأبا أمامة وأبا الدرداء - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الراسخين في العلم فقال : " من برت يمينه ، وصدق لسانه ، واستقام قلبه ، ومن عف بطنه وفرجه ، فذلك من الراسخين في العلم " ، وقال الإمام أحمد بسنده : سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوماً يتدارؤون ، فقال : " إنما هلك من كان قبلكم بهذا ؛ ضربوا كتاب الله بعضه ببعض ، وإنما أنزل كتاب الله ليصدق بعضه بعضاً فلا تكذبوا بعضه ببعض . فما علمتم منه فقولوا به ، وما جهلتم فكلوه إلى عالمه " . وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " نزل القرآن على سبعة أحرف ، والمراء في القرآن كفر - قالها ثلاثاً - ما عرفتم منه فاعملوا به وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه جل جلاله " وقال ابن المنذر في تفسيره عن نافع بن يزيد قال : الراسخون في العلم المتواضعون لله المتذللون لله في مرضاته ، لا يتعاظمون على من فوقهم ولا يحقرون من دونهم . ثم قال تعالى عنهم مخبراً أنهم دعوا ربهم قائلين : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا } أي لا تملها عن الهدى بعد إذ أقمتها عليه ، ولا تجعلنا كالذين في قلوبهم زيغ ، الذين يتبعون ما تشابه من القرآن ، ولكن ثبتنا على صراطك المستقيم ، ودينك القويم . { وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً } تثبت بها قلوبنا ، وتجمع بها شملنا ، وتزيدنا بها إيماناً وإيقاناً { إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } . عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ، ثم قرأ : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } وعن أم سلمة ، عن أسماء بنت يزيد بن السكن ، سمعتها تحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من دعائه : " " اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ، قالت : قلت : يا رسول الله وإن القلب ليتقلب ؟ قال : " نعم ، ما خلق الله من بني آدم من بشر إلا أن قلبه بين أصبعين من أصابع الله عزّ وجلّ ، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه " . قلت : يا رسول الله ألا تعلمني دعوة أدعو به لنفسي ، قال : " بلى ، قولي : اللهم رب محمد النبي اغفر لي ذنبي وأذهب غيظ قلبي وأجرني من مضلات الفتن " " . وعن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يدعو : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " . قلت : يا رسول الله ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء ، فقال : " ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمٰن إذا شاء أن يقيمه أقامه ، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه . أما تسمعي قوله : { رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ ٱلْوَهَّابُ } " وعن سعيد بن المسيب عن عائشة رضي الله عنها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا استيقظ من الليل قال : " لا إلٰه إلا أنت سبحانك أستغفرك لذنبي ، واسألك رحمتك ، اللهم زدني علماً ، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني ، وهب لي من لدنك رحمة . إنك أنت الوهاب " . وقوله تعالى : { رَبَّنَآ إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ } أي يقولون في دعائهم إنك يا ربنا ستجمع بين خلقك يوم معادهم ، تفصل بينهم وتحكم فيهم فيما اختلفوا فيه ، وتجزي كلاً بعمله ، وما كان عليه في الدنيا من خير وشر .