Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 83-85)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى منكراً على من أراد ديناً سوى دين الله ، الذي أنزل به كتبه وأرسل به رسله ، وهو عبادة الله وحده لا شريك له ، الذي له أسلم من في السماوات والأرض ، أي استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً ، كما قال تعالى : { وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً } [ الرعد : 15 ] . وقال تعالى : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مِن دَآبَّةٍ وَٱلْمَلاۤئِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ * يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } [ النحل : 49 - 50 ] فالمؤمن مستسلم بقلبه وقالبه لله ، والكافر مستسلم لله كرهاً ، فإنه تحت التسخير والقهر والسلطان العظيم الذي لا يخالف ولا يمانع ، وقد قال وكيع في تفسيره عن مجاهد : { وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً } ، قال : هو كقوله : { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ } [ لقمان : 25 ] ، { وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ } أي يوم المعاد فيجازي كلاً بعمله . ثم قال تعالى : { قُلْ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا } يعني القرآن ، { وَمَآ أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ } أي من الصحف والوحي ، { وَٱلأَسْبَاطِ } وهم بطون بني إسرائيل المتشعبة من أولاد إسرائيل - وهو يعقوب - الاثني عشر ، { وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ } يعني بذلك التوراة والإنجيل ، { وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ } وهذا يعم جميع الأنبياء جملة ، { لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ } يعني بل نؤمن بجميعهم ، { وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ } فالمؤمنون من هذه الأمة يؤمنون بكل نبي أرسل ، وبكل كتاب أنزل ، لا يكفرون بشيء من ذلك ، بل هم يصدقون بما أنزل من عند الله ، وبكل نبي بعثه الله . ثم قال تعالى : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ } الآية . أي من سلك طريقاً سوى ما شرعه الله فلن يقبل منه ، { وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " .