Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 33-33)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى منذراً للناس يوم المعاد ، وآمراً لهم بتقواه والخوف منه ، والخشية من يوم القيامة حيث { لاَّ يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ } أي لو أراد أن يفديه بنفسه لما قبل منه ، وكذلك الولد لو أراد فداء والده بنفسه لم يقبل منه ، ثم عاد بالموعظة عليهم بقوله : { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } أي لا تلهينكم بالطمأنينة فيها عن الدار الآخرة ، { وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } يعني الشيطان ، فإنه يغر ابن آدم ويعده ويمنيه ، وليس من ذلك شيء ، بل كان كما قال تعالى : { يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ ٱلشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً } [ النساء : 120 ] ، قال وهب بن منبه : قال عزير عليه السلام : لما رأيت بلاء قومي اشتد حزني وكثر همي وأرق نومي ، فتضرعت إلى ربي وصليت وصمت ، فأنا في ذلك التضرع أبكي إذ أتاني الملك ، فقلت له : خبرني هل تشفع أرواح الصديقين للظلمة ، أو الآباء لأبنائهم ؟ قال : إن القيامة فيها فصل القضاء ، وملك ظاهر ليس فيه رخصة لا يتكلم فيه أحد إلاّ بإذن الرحمن ، ولا يؤخذ فيه والد عن ولده ولا ولد عن والده ، ولا أخ عن أخيه ، ولا عبد عن سيده ، ولا يهتم أحد به بغيره ، ولا يحزن لحزنه ولا أحد يرحمه ، كل مشفق على نفسه ، ولا يؤخذ إنسان عن إنسان ، كل يهمه همه ويبكي ذنبه ، ويحمل وزره ولا يحمل وزره معه غيره .