Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 34-34)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها ، فلا يعلمها أحد إلاّ بعد إعلامه تعالى بها ؛ فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ } [ الأعراف : 187 ] ، وكذلك إنزال الغيب لا يعلمه إلاّ الله ، ولكن إذا أمر به علمته الملائكة الموكلون بذلك ، ومن يشاء الله من خلقه ، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه ، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى ، شقياً أو سعيداً ، علم الملائكة الموكلون بذلك ، وكذا لا تدري نفس ماذا تكسب غداً في دنياها وأخراها ، { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } في بلدها أو غيره من أي بلاد الله كان ، لا علم لأحد بذلك وهي شبيهة بقوله تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ } [ الأنعام : 59 ] الآية ، وقد وردت السنّة بتسمية هذه الخمس مفاتيح الغيب ، روى الإمام أحمد " عن أبي بريدة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خمسٌ لا يعلمهن إلاّ الله عزَّ وجلَّ : { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ } " ، عن ابن عمر قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلاّ الله { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ } " . وعن مجاهد قال : جاء رجل من أهل البادية فقال : إن امرأتي حبلى فأخبرني ما تلد ؟ وبلادنا مجدبة ، فأخبرني متى ينزل الغيث ؟ وقد علمت متى ولدت فأخبرني متى أموت ؟ فأنزل الله عزَّ وجلَّ : { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } - إلى قوله - : { عَلَيمٌ خَبِيرٌ } قال مجاهد وهي مفاتيح الغيب التي قال الله تعالى : { وَعِندَهُ مَفَاتِحُ ٱلْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَآ إِلاَّ هُوَ } [ الأنعام : 59 ] ، وروى مسروق عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : من حدثك أنه يعلم ما في غد ، فقد كذب ، ثم قرأت { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } . وقوله تعالى : { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } قال قتادة : أشياء استأثر الله بهن فلن يطلع عليهن ملكاً مقرباً ولا نبياً مرسلاً { إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ } فلا يدري أحد من الناس متى تقوم الساعة في أي سنة أو في أي شهر أو ليل أو نهار ، { وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ } فلا يعلم أحد متى ينزل الغيث ليلاً أو نهاراً ، { وَيَعْلَمُ مَا فِي ٱلأَرْحَامِ } فلا يعلم أحد ما في الأرحام أذكر أم أنثى ، أحمر أو أسود وما هو ، { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً } أخير أم شر ، ولا تدري يا ابن آدم متى تموت لعلك الميت غداً لعلك المصاب غداً { وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ } أي ليس أحد من الناس يدري أي مضجعه من الأرض ، أفي بحر أم بر ، أو سهل أو جبل . وقد جاء في الحديث : " إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة " وروي مثله عن ابن مسعود ، وبمعناه عن أسامة .