Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 21-22)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم ، في أقواله وأفعاله وأحواله ، ولهذا أمر تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته ، ولهذا قال تعالى للذين تضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } أي هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله صلى الله عليه وسلم ، ولهذا قال تعالى : { لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيراً } ثم قال تعالى مخبراً عن عباده المؤمنين ، المصدقين بموعود الله لهم ، وجعله العاقبة لهم في الدنيا والآخرة ، فقال تعالى : { وَلَمَّا رَأَى ٱلْمُؤْمِنُونَ ٱلأَحْزَابَ قَالُواْ هَـٰذَا مَا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } قال ابن عباس : يعنون قوله تعالى في سورة البقرة : { مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ } [ البقرة : 214 ] أي هذا ما وعدنا الله ورسوله من الابتلاء والاختيار والامتحان الذي يعقبه النصر القريب ، ولهذا قال تعالى : { وَصَدَقَ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } ، وقوله تعالى : { وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَاناً وَتَسْلِيماً } دليل على زيادة الإيمان وقوته بالنسبة إلى الناس وأحوالهم ، ومعنى قوله جلت عظمته : { وَمَا زَادَهُمْ } أي ذلك الحال والضيق والشدة { إِلاَّ إِيمَاناً } بالله ، { وَتَسْلِيماً } أي انقياداً لأوامره وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم .