Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 69-69)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

أخرج الإمام البخاري عند تفسير هذه الآية عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن موسى عليه السلام كان رجلاً حيياً ستيراً لا يرى من جلده شيء استحياء منه فآذاه من آذاه من بني إسرائيل ، فقالوا : ما يتستر هذا التستر إلا من عيب في جلده إما برص وإما أدرة وإما آفة ، وإن الله عزَّ وجلَّ أراد أن يبرئه مما قالوا لموسى عليه السلام ، فخلا يوماً وحده ، فخلع ثيابه على حجر ، ثم اغتسل ، فلما فرغ أقبل على ثيابه ليأخذها ، وإن الحجر عدا بثوبه ، فأخذ موسى عصاه وطلب الحجر ، فجعل يقول : ثوبي حجر ، ثوبي حجر ، حتى انتهى إلى ملأ من بني إسرائيل ، فرأوه عرياناً أحسن ما خلق الله عزَّ وجلَّ ، وأبرأه مما يقولون : وقام الحجر ، فأخذ ثوبه ، فلبسه ، وطفق بالحجر ضرباً بعصاه ، فوالله إن بالحجر لَنَدَباً من أثر ضربه ثلاثاً أو أربعاً أو خمساً قال فذلك قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } " وعن ابن عباس في قوله : { لاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ آذَوْاْ مُوسَىٰ } قال ، قال قومه له : إنك آدر ، فخرج ذات يوم يغتسل فوضع ثيابه على صخرة فخرجت الصخرة تشتد بثيابه ، وخرج يتبعها عرياناً ، حتى انتهت به إلى مجالس بني إسرائيل ، قال : فرأوه ليس بآدر فذلك قوله : { فَبرَّأَهُ ٱللَّهُ مِمَّا قَالُواْ } ، وروى الإمام أحمد ، عن عبد الله بن مسعود قال : " قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم قسماً فقال رجل من الأنصار : إن هذه القسمة ما أريد بها وجه الله ، قال ، فقلت : يا عدو الله أما لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت ، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فاحمر وجهه ثم قال : " رحمة الله على موسى ، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر " " وقوله تعالى : { وَكَانَ عِندَ ٱللَّهِ وَجِيهاً } أي له وجاهة وجاه عند ربه عزَّ وجلَّ ، قال الحسن البصري : كان مستجاب الدعوة عند الله ، وقال غيره من السلف : لم يسأل الله شيئاً إلا أعطاه ، ولكن منع الرؤية لما يشاء عزَّ وجلَّ ، وقال بعضهم : من وجاهته العظيمة عند الله أنه شفع في أخيه هارون أن يرسله الله معه فأجاب الله سؤاله فقال : { وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً } [ مريم : 53 ] .