Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 63-68)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبرأً لرسوله صلوات الله وسلامه عليه أنه لا علم له بالساعة ، وأرشده أن يرد علمها إلى الله عزَّ وجلَّ ، لكن أخبره أنها قريبة بقوله : { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ ٱلسَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيباً } ، كما قال تعالى : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [ القمر : 1 ] ، وقال : { ٱقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُّعْرِضُونَ } [ الأنبياء : 1 ] ، وقال : { أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ } [ النحل : 1 ] ، ثم قال : { إِنَّ ٱللَّهَ لَعَنَ ٱلْكَافِرِينَ } أي أبعدهم من رحمته { وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيراً } أي في الدار الآخرة { خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً } أي ماكثين مستمرين فلا خروج لهم منها ولا زوال لهم عنها ، { لاَّ يَجِدُونَ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } أي ليس لهم مغيث ولا معين ينقذهم مما هم فيه ، ثم قال : { يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي ٱلنَّارِ يَقُولُونَ يٰلَيْتَنَآ أَطَعْنَا ٱللَّهَ وَأَطَعْنَا ٱلرَّسُولاَ } أي يسحبون في النار على وجوههم ، وتلوى وجوههم على جهنم ، يتمنون أن لو كانوا في الدنيا ممن أطاع الله وأطاع الرسول ، كما أخبر الله عنهم بقوله : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } [ الفرقان : 27 ] ، وقال تعالى : { رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ كَانُواْ مُسْلِمِينَ } [ الحجر : 2 ] ، وهكذا أخبر عنهم في حالتهم هذه أنهم يودون أن لو كانوا أطاعو الله وأطاعوا الرسول في الدنيا ، { وَقَالُواْ رَبَّنَآ إِنَّآ أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَآءَنَا فَأَضَلُّونَا ٱلسَّبِيلاْ } قال طاووس : { سَادَتَنَا } يعني الأشراف و { وَكُبَرَآءَنَا } يعني العلماء ، أي اتبعنا السادة وهم الأمراء والكبراء من المشيخة ، وخالفنا الرسل { رَبَّنَآ آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ ٱلْعَذَابِ } أي بكفرهم وإغوائهم إيانا { وَٱلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً } قرىء ( كبيراً ) وقرىء ( كثيراً ) وهما متقاربان في المعنى .