Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 4-6)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تبارك وتعالى : وإن يكذبوك يا محمد - هؤلاء المشركون بالله - ويخالفوك فيما جئتهم به من التوحيد ، فلك فيمن سلف قبلك من الرسل أسوة ، فإنهم كذلك جاءوا قومهم بالبينات ، وأمروهم بالتوحيد فكذبوهم وخالفوهم ، { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } أي وسنجزيهم على ذلك أوفر الجزاء ، ثم قال تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ } أي المعاد كائن لا محالة ، { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا } أي العيشة الدنيئة ، بالنسبة إلى ما أعد الله لأوليائه وأتباع رسله من الخير العظيم ، فلا تتلهوا عن ذلك الباقي بهذه الزهرة الفانية ، { وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } وهو الشيطان ، أي لا يفتننكم الشيطان ويصرفكم عن اتباع رسل الله وتصديق كلماته ، فإنه غرار كذاب أفاك . وهذه كالآية التي في آخر لقمان : { فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ ٱلْحَيَاةُ ٱلدُّنْيَا وَلاَ يَغُرَّنَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } [ لقمان : 33 ] ، وقال زيد بن أسلم : هو الشيطان ، كما قال المؤمنون للمنافقين يوم القيامة { وَغرَّتْكُمُ ٱلأَمَانِيُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ } [ الحديد : 14 ] ثم بيَّن تعالى عداوة إبليس لابن آدم ، فقال : { إِنَّ ٱلشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوّاً } أي هو مبارز لكم بالعداوة ، فعادوه أنتم أشد العداوة وخالفوه ، وكذبوه فيما يغركم به ، { إِنَّمَا يَدْعُواْ حِزْبَهُ لِيَكُونُواْ مِنْ أَصْحَابِ ٱلسَّعِيرِ } أي إنما يقصد أن يضلكم حتى تدخلوا معه إلى عذاب السعير ، فهذا هو العدو المبين ، وهذه كقوله تعالى : { أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً } [ الكهف : 50 ] .