Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 7-8)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى أن أتباع إبليس مصيرهم إلى السعير ، ذكر بعد ذلك أن الذين كفروا لهم عذاب شديد لأنهم أطاعوا الشيطان وعصوا الرحٰمن ، وأن الذين آمنوا بالله ورسله { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ } أي لما كان منهم من ذنب { وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } على ما عملوه من خير ، ثم قال تعالى : { أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوۤءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً } يعني كالكفار والفجار ، يعملون أعمالاً سيئة وهم في ذلك يعتقدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً ، أي فمن كان هكذا قد أضله الله ، ألك فيه حيلة ؟ { فَإِنَّ ٱللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَآءُ وَيَهْدِي مَن يَشَآءُ } أي بقدره كان ذلك ، { فَلاَ تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ } أي لا تأسف على ذلك ، فإن الله حكيم في قدره ، ولهذا قال تعالى : { إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } ، روى ابن أبي حاتم عند هذه الآية عن عبد الله بن الديلمي قال : أتيت عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وهو في حائط بالطائف يقال له الوهط ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله تعالى خلق خلقه في ظلمة ، ثم ألقى عليهم من نوره ، فمن أصابه من نوره يومئذ فقد اهتدى ، ومن أخطأه منه ضل ، فلذلك أقول : جف القلم على ما علم الله عزَّ وجلَّ " .