Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 13-17)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى واضرب يا محمد لقومك الذين كذبوك { مَّثَلاً أَصْحَابَ ٱلقَرْيَةِ إِذْ جَآءَهَا ٱلْمُرْسَلُونَ } . قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وكعب الأحبار : إنها مدينة أنطاكية ، وكان بها ملك يقال له : ( أنطيقس ) كان يعبد الأصنام ، فبعث الله تعالى إليه ثلاثة من الرسل وهم ( صادق ) و ( صدوق ) و ( شلوم ) فكذبهم . وقوله تعالى : { إِذْ أَرْسَلْنَآ إِلَيْهِمُ ٱثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا } أي بادروهما بالتكذيب ، { فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ } أي قويناهما وشددنا أزرهما برسول ثالث ، { فَقَالُوۤاْ } : أي لأهل تلك القرية { إِنَّآ إِلَيْكُمْ مُّرْسَلُونَ } أي من ربكم الذي خلقكم يأمركم بعبادته وحده لا شريك له ، { قَالُواْ مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا } أي فكيف أوحي إليكم وأنتم بشر ونحن بشر ! فلم لا أوحي إلينا مثلكم ؟ ولو كنتم رسلاً لكنتم ملائكة ، وهذه شبهة كثير من الأمم المكذبة ، كما أخبر الله تعالى عنهم { ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } [ التغابن : 6 ] أي استعجبوا من ذلك وأنكروه ، كما قال تعالى : { وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً } [ الإسراء : 94 ] ولهذا قال هؤلاء : { مَآ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَآ أَنَزلَ ٱلرَّحْمَـٰنُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ * قَالُواْ رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّآ إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ } أي أجابتهم رسلهم الثلاثة قائلين الله يعلم أنا رسله إليكم ، ولو كنا كذبة عليه لانتقم منا أشد الانتقام ، ولكنه سيعزنا وينصرنا عليكم وستعلمون لمن تكون عاقبة الدار كقوله تعالى : { قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً } [ العنكبوت : 52 ] ، { وَمَا عَلَيْنَآ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } يقولون : إنما علينا أن نبلغكم ما أرسلنا به إليكم ، فإذا أطعتم كانت السعادة في الدنيا والأخرى ، وإن لم تجيبوا فستعلمون غب ذلك ، والله أعلم .