Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 20-25)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال وهب بن منبه : إن أهل القرية هموا بقتل رسلهم ، فجاءهم رجل من أقصى المدينة يسعى لينصرهم من قومه ، قالوا : وهو ( حبيب ) وكان يعمل الحرير وهو الحباك ، وكان رجلاً سقيماً قد أسرع فيه الجذام ، وكان كثير الصدقة يتصدق بنصف كسبه مستقيم الفطرة ، وقال ابن عباس : اسم صاحب يس ( حبيب النجار ) فقتله قومه ، وقال السدي : كان قصاراً ، وقال قتادة : كان يتعبد في غار هناك ، { قَالَ يٰقَوْمِ ٱتَّبِعُواْ ٱلْمُرْسَلِينَ } يحض قومه على اتباع الرسل الذين أتوهم { ٱتَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً } أي على إبلاغ الرسالة { وَهُمْ مُّهْتَدُونَ } فيما يدعونكم إليه من عبادة الله وحده لا شريك له ، { وَمَا لِيَ لاَ أَعْبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي } أي وما يمنعني من إخلاص العبادة للذي خلقني وحده لا شريك له ، { وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي يوم المعاد فيجازيكم على أعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر ، { أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً } ؟ استفهام إنكار وتوبيخ وتقريع { إِن يُرِدْنِ ٱلرَّحْمَـٰنُ بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونَ } أي هذه الآلهة التي تعبدونها من دونه ، لا يملكون من الأمر شيئاً ، فإن الله تعالى لو أرادني بسوء ، { فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ } [ الأنعام : 17 ] ، وهذه الأصنام لا تملك دفع ذلك ولا منعه ، ولا ينقذونني مما أنا فيه { إِنِّيۤ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي إن اتخذتها آلهة من دون الله ، وقوله تعالى : { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَٱسْمَعُونِ } قال ابن إسحاق : يقول لقومه : { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ } الذي كفرتم به { فَٱسْمَعُونِ } أي فاسمعوا قولي ، ويحتمل أن يكون خطابه للرسل بقوله : { إِنِّيۤ آمَنتُ بِرَبِّكُمْ } أي الذي أرسلكم { فَٱسْمَعُونِ } أي فاشهدوا لي بذلك عنده ، وقد حكاه ابن جرير فقال : وقال آخرون : بل خاطب بذلك الرسل وقال لهم : اسمعوا قولي لتشهدوا لي بما أقول لكم عند ربي ، إني آمنت بربكم واتبعتكم ، وهذا القول أظهر في المعنى والله أعلم ، قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس : فلما قال ذلك وثبوا عليه وثبة رجل واحد فقتلوه ، ولم يكن له أحد يمنع عنه ، وقال قتادة : جعلوا يرجمونه بالحجارة وهو يقول : اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ، فلم يزالوا به حتى أقعصوه ، وهو يقول كذلك ، فقتلوه رحمه الله .