Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 123-132)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قال قتادة : يقال إلياس هو إدريس ، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إلياس هو إدريس ، وكذا قال الضحّاك ، وقال وهب بن منبه : هو إلياس بن نسي بن فنحاص ، بعثه الله تعالى في بني إسرائيل بعد ( حزقيل ) عليهما السلام ، وكانوا قد عبدوا صنماً يقال له بعل ، فدعاهم إلى الله تعالى ، ونهاهم عن عبادة ما سواه ، وكان قد آمن به ملكهم ، ثم ارتد ، واستمروا على ضلالتهم ، ولم يؤمن به منهم أحد ، فدعا الله عليهم فحبس عنهم القطر ثلاث سنين ، ثم سألوه أن يكشف ذلك عنهم ووعدوه بالإيمان به إن هم أصابهم المطر ، فدعا الله تعالى لهم ، فجاءهم الغيث ، فاستمروا على أخبث ما كانوا عليه من الكفر ، فسأل الله أن يقبضه إليه ، وكان قد نشأ على يديه ( اليسع بن أخطوب ) عليهما السلام . { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلاَ تَتَّقُونَ } أي ألا تخافون الله عزّ وجلّ في عبادتكم غيره ، { أَتَدْعُونَ بَعْلاً وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ } ؟ قال ابن عباس ومجاهد : { بَعْلاً } يعني رباً ، قال عكرمة وقتادة : وهي لغة أهل اليمن ، وقال ابن إسحاق : أخبرني بعض أهل العلم أنهم كانوا يعبدون امرأة اسمها بعل ، وقال عبد الرحمٰن بن زيد : هو اسم صنم كان يعبده أهل مدينة يقال لها بعلبك غربي دمشق ، وقال الضحّاك : هو صنم كانوا يعبدونه ، وقوله تعالى : { أَتَدْعُونَ بَعْلاً } ؟ أي أتعبدون صنماً ، { وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ ٱلْخَالِقِينَ * ٱللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَآئِكُمُ ٱلأَوَّلِينَ } أي هو المستحق للعبادة وحده لا شريك له ، قال الله تعالى : { فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ } أي للعذاب يوم الحساب ، { إِلاَّ عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلْمُخْلَصِينَ } أي الموحدين منهم ، وهذا استثناء منقطع ، وقوله تعالى : { وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي ٱلآخِرِينَ } أي ثناء جميلاً { سَلاَمٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ } ، كما يقال في إسماعيل إسماعين ، وهي لغة بني أسد ، وقوله تعالى : { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ } قد تقدم تفسيره ، والله أعلم .