Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 171-179)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تبارك وتعالى : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ } أي تقدم في الكتاب الأول أن العاقبة للرسل وأتباعهم في الدنيا والآخرة ، كما قال تعالى : { كَتَبَ ٱللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَاْ وَرُسُلِيۤ إِنَّ ٱللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ } [ المجادلة : 21 ] ، وقال : عزّ وجلّ : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ } [ غافر : 51 ] ، ولهذا قال جل جلاله : { إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ } أي في الدنيا والآخرة كما تقدم بيان نصرتهم على قومهم ، ممن كذبهم وخالفهم ، كيف أهلك الله الكافرين ونجى عباده المؤمنين ، { وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } أي تكون لهم العاقبة ، وقوله جل وعلا : { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ } أي اصبر على أذاهم لك وانتظر إلى وقت مؤجل ، فإنا سنجعل لك العاقبة والنصرة والظفر ، وقوله جلت عظمته : { وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } أي انظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب والنكال بمخالفتك وتكذيبك ، ولهذا قال تعالى على وجه التهديد والوعيد : { فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } ، ثم قال عزّ وجلّ : { أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ } أي هم إنما يستعجلون العذاب لتكذيبهم وكفرهم بك ، ومع هذا يستعجلون العذاب والعقوبة ، قال الله تعالى : { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } أي فإذا نزل العذاب بمحلتهم فبئس ذلك اليوم يومهم ، بإهلاكهم ودمارهم ، وقال السدي : { فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ } يعني بدارهم { فَسَآءَ صَبَاحُ ٱلْمُنْذَرِينَ } أي فبئس ما يصبحون أي بئس الصباح صباحهم ، ولهذا ثبت في " الصحيحين " عن أنَس رضي الله عنه قال : " صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، فلما خرجوا بفؤوسهم ومساحيهم ورأوا الجيش رجعوا ، وهم يقولون : محمد والله ، محمد والخميس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " الله أكبر خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين " " ، وقوله تعالى : { وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّىٰ حِينٍ * وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ } تأكيد لما تقدم من الأمر بذلك ، والله سبحانه وتعالى أعلم .