Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 71-85)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذه القصة ذكرها الله تبارك وتعالى في سورة البقرة ، وفي أول الأعراف ، وفي سورة الحجر ، وسبحان ، والكهف ، وهٰهنا ، وهي أن الله سبحانه وتعالى ، أعلم الملائكة قبل خلق آدم عليه الصلاة والسلام ، بأنه سيخلق بشراً من صلصال من حمأ مسنون ، وتقدم إليهم بالأمر متى فرغ من خلقه وتسويته ، فليسجدوا له إكراماً وإعظاماً واحتراماً وامتثالاً لأمر الله عزّ وجلّ ، فامتثل الملائكة كلهم سوى إبليس ولم يكن منهم جنساً ، كان من الجن ، فخانه طبعه وجبلته ، فاستنكف عن السجود لآدم ، وخاصم ربه عزّ وجل فيه ، وادعى أنه خير من آدم ، فإنه مخلوق من نار ، وآدم خلق من طين ، والنار خير من الطين في زعمه ، وقد أخطأ في ذلك وخالف أمر الله تعالى ، وكفر بذلك فأبعده الله عزّ وجلّ ، وأرغم أنفه وطرده عن باب رحمته ومحل أنسه ، وحضرة قدسه ، وسماه ( إبليس ) إعلاماً له بأنه قد أبلس من الرحمة ، وأنزله من السماء مذموماً مدحوراً إلى الأرض ، فسأل الله النظرة إلى يوم البعث فأنظره الحليم الذي لا يعجل على من عصاه ، فلما أمن الهلاك إلى يوم القيامة تمرد وطغى ، وقال : { فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ ٱلْمُخْلَصِينَ } ، كما قال عزّ وجلّ : { لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلاَّ قَلِيلاً } [ الإِسراء : 62 ] وهؤلاء هم المستثنون في الآية الأخرى ، وهي قوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلاً } [ الإسراء : 65 ] ، وقوله تعالى : { قَالَ فَٱلْحَقُّ وَٱلْحَقَّ أَقُولُ * لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ } ، قال السدي : هو قسم أقسم الله به ، كقوله تعالى : { وَلَـٰكِنْ حَقَّ ٱلْقَوْلُ مِنِّي لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [ السجدة : 13 ] ، وكقوله عزّ وجلّ : { قَالَ ٱذْهَبْ فَمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَآؤُكُمْ جَزَاءً مَّوْفُوراً } [ الإسراء : 63 ] .