Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 43-45)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذاماً للمشركين في اتخاذهم شفعاء من دون الله ، وهم الأصنام والأنداد التي اتخذوها من تلقاء أنفسهم بلا دليل ولا برهان ، وهي لا تملك شيئاً من الأمر ، وليس لها عقل تعقل به ، ولا سمع تسمع به ، ولا بصر تبصر به ، بل هي جمادات أسوأ حالاً من الحيوانات بكثير ، ثم قال : { قُل } أي يا محمد لهؤلاء الزاعمين أن ما تخذوه شفعاء لهم عند الله تعالى ، أخبرهم أن الشفاعة لا تنفع عند الله إلا لمن ارتضاه وأذن له ، فمرجعها كلها إليه { مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ } [ البقرة : 255 ] ، { لَّهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أي هو المتصرف في جميع ذلك ، { ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } أي يوم القيامة فيحكم بينكم بعدله ويجزي كلا بعمله ، ثم قال تعالى ذاماً للمشركين أيضاً : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَحْدَهُ } أي إذا قيل لا إلٰه إلا الله وحده ، { ٱشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ } قال مجاهد : اشمأزت انقبضت ، وقال السدي : نفرت ، وقال قتادة : كفرت واستكبرت ، كما قال تعالى : { إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ ٱللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [ الصافات : 35 ] أي عن المتابعة والانقياد لها ، فقلوبهم لا تقبل الخير ، ومن لا يقبل الخير يقبل الشر ، ولذلك قال تبارك وتعالى : { وَإِذَا ذُكِرَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ } أي من الأصنام والأنداد { إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } أي يفرحون ويسرون .