Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 46-48)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تبارك وتعالى ، بعد ما ذكر عن المشركين ما ذكر ، من المذمة لهم في حبهم الشرك ، ونفرتهم عن التوحيد { قُلِ ٱللَّهُمَّ فَاطِرَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } أي ادع أنت الله وحده لا شريك له الذي خلق السماوات والأرض وفطرها ، أي جعلها على غير مثال سبق ، { عَالِمَ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ } أي السر والعلانية ، { أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } أي في دنياهم ، ستفصل بينهم يوم معادهم ونشورهم وقيامهم من قبورهم ، روى مسلم في " صحيحه " ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمٰن قال : " سألت عائشة رضي الله عنها بأي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل ؟ قالت رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل افتتح صلاته : " اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : اللهم فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، إني أعهد إليك في هذه الدنيا ، أني أشهد أن لا إلٰه إلا أنت وحدك لا شريك لك ، وأن محمداً عبدك ورسولك ، فإنك إن تكلني إلى نفسي تقربني من الشر وتباعدني من الخير ، وإني لا أثق إلا برحمتك فاجعل لي عندك عهداً توفينيه يوم القيامة ، إنك لا تخلف الميعاد ، إلا قال الله عزّ وجلّ لملائكته يوم القيامة : إن عبدي قد عهد إليَّ عهداً فأوفوه إياه ، فيدخله الله الجنة " وروى الإمام أحمد ، عن أبي راشد الحبراني قال : " أتيت ( عبد الله بن عمرو ) رضي الله عنهما فقلت له : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فألقى بين يدي صحيفة فقال : هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنظرت فيها ، فإذا فيها أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال : يا رسول الله علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت ؟ فقال له رسول الله صلى لله عليه وسلم : " يا أبا بكر ، قل : اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إلٰه إلا أنت رب كل شيء ومليكه ، أعوذ بك من شر نفسي ، وشر الشيطان وشركه ، أن أقترف على نفسي سوءاً ، أو أجره إلى مسلم " " وقوله عز وجل : { وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُواْ } وهم المشركون { مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ } أي ولو أن جميع ما في الأرض وضعفه معه { لاَفْتَدَوْاْ بِهِ مِن سُوۤءِ ٱلْعَذَابِ } الذي أوجبه الله تعالى لهم يوم القيامة ، ومع هذا لا يقبل منهم الفداء ولو كان ملء الأرض ذهباً { وَبَدَا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُواْ يَحْتَسِبُونَ } أي وظهر لهم من الله من العذاب والنكال بهم ، ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم ، { وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُواْ } أي وظهر لهم جزاء ما اكتسبوا في الدار الدنيا من المحارم والمآثم ، { وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ } أي وأحاط بهم من العذاب والنكال ما كانوا يستهزئون به في الدار الدنيا .