Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 39, Ayat: 71-72)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن حال الأشقياء الكفار ، كيف يساقون إلى النار سوقاً عنيفاً ، بزجر وتهديد ووعيد ، كما قال عزّ وجلّ : { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } [ الطور : 13 ] أي يدفعون إليها دفعاً وهم عطاش ظماء ، كما قال جلّ وعلا في الآية الأخرى : { يَوْمَ نَحْشُرُ ٱلْمُتَّقِينَ إِلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ وَفْداً * وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } [ مريم : 85 - 86 ] ، وهم في تلك الحال صم بكم وعمي ، كما قال تعالى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً } [ الإسراء : 97 ] ، وقوله تبارك وتعالى : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا } أي بمجرد وصولهم إليها فتحت لهم أبوابها سريعاً لتعجل لهم العقوبة ، ثم يقول لهم خزنتها من الزبانية ، الذين هم غلاظ الأخلاق شداد القوى ، على وجه التقريع والتوبيخ والتنكيل : { أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ } ؟ أي من جنسكم تتمكنون من مخاطبتهم والأخذ عنهم ، { يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ } أي يقيمون عليكم الحجج والبراهين على صحة ما دعوكم إليه ، { وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَـآءَ يَوْمِكُمْ هَـٰذَا } أي ويحذرونكم من شر هذا اليوم ، فيقول الكفار لهم : { بَلَىٰ } أي قد جاءونا وأنذرونا وأقاموا علينا الحجج والبراهين ، { وَلَـٰكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } أي ولكن كذبناهم وخالفناهم لما سبق لنا من الشقوة ، كما قال عزّ وجلّ : { كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَآ أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُواْ بَلَىٰ قَدْ جَآءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ كَبِيرٍ } [ الملك : 8 - 9 ] . وقوله تعالى : { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } لم يسند هذا القول إلى قائل معين بل أطلقه ليدل على أن الكون شاهد عليهم بأنهم يستحقون ما هم فيه ، بما حكم العدل الخبير عليهم به ، ولهذا قال جلّ علا : { قِيلَ ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا } أي ماكثين فيها لا خروج لكم منها ولا زوال لكم عنها ، { فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَـبِّرِينَ } أي فبئس المصير وبئس المقيل لكم بسبب تكبركم في الدنيا وإبائكم عن اتباع الحق ، فبئس الحال وبئس المآل .