Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 174-175)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخاطباً جميع الناس ومخبراً بأنه قد جاءهم منه برهان عظيم ، وهو الدليل القاطع للعذر والحجة المزيلة للشبه ، ولهذا قال : { وَأَنْزَلْنَآ إِلَيْكُمْ نُوراً مُّبِيناً } أي ضياء واضحاً على الحق . قال ابن جريج وغيره : وهو القرآن { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱعْتَصَمُواْ بِهِ } أي جمعوا بين مقامي العبادة والتوكل على الله في جميع أمورهم ، وقال ابن جريج : آمنوا بالله واعتصموا بالقرآن { فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ } أي يرحمهم فيدخلهم الجنة ، ويزيدهم ثواباً ومضاعفة ورفعاً في درجاتهم من فضله عليهم وإحسانه إليهم ، { وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } أي طريقاً واضحاً قصداً قواماً لا اعوجاج فيه ولا انحراف ، وهذه صفة المؤمنين في الدنيا والآخرة ، فهم في الدنيا على منهاج الاستقامة وطريق السلامة في جميع الاعتقادات والعمليات ، وفي الآخرة على صراط الله المستقيم المفضي إلى روضات الجنات ، وفي حديث الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " القرآن صراط الله المستقيم ، وحبل الله المتين " ، وقد تقدم الحديث بتمامه في أول التفسير ، ولله الحمد والمنة .