Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 80-81)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بأن من أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، وما ذاك إلا لأنه { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } [ النجم : 3 - 4 ] . قال ابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاني فقد عصى الله ؛ ومن أطاع الأمير فقد أطاعني ، ومن عصى الأمير فقد عصاني " وقوله : { وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً } أي ما عليك منه ، إن عليك إلا البلاغ فمن اتبعك سعد ونجا ، وكان لك من الأجر نظير ما حصل له ، ومن تولى عنك خاب وخسر ، وليس عليك من أمره شيء كما جاء في الحديث : " من يطع الله ورسوله فقد رشد ، ومن يعصِ الله ورسوله فإنه لا يضر إلا نفسه " . وقوله تعالى : { وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ } يخبر تعالى عن المنافقين بأنهم يظهرون الموافقة والطاعة { فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ } أي خرجوا وتواروا عنك { بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ ٱلَّذِي تَقُولُ } أي استسروا ليلاً فيما بينهم بغير ما أظهروه لك ، فقال تعالى : { وَٱللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ } أي يعلمه ويكتبه عليهم بما يأمر به حفظته الكاتبين الذين هم موكلون بالعباد ، والمعنى في هذا التهديد أنه تعالى يخبر بأنه عالم بما يضمرونه ويسرونه فيما بينهم ، وما يتفقون عليه ليلاً من مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم وعصيانه ، وإن كان قد أظهروا له الطاعة والموافقة ، وسيجزيهم على ذلك ، كما قال تعالى : { وَيَِقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا } [ النور : 47 ] الآية ، وقوله : { فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ } أي اصفح عنهم واحلم عليهم ولا تؤاخذهم ، ولا تكشف أمورهم للناس ، ولا تخف منهم أيضاً ، { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلاً } أي كفى به ولياً وناصراً ومعيناً لمن توكل عليه وأناب إليه .