Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 18-20)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يوم الآزفة : اسم من أسماء يوم القيامة ، وسميت بذلك لاقترابها ، كما قال تعالى : { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ * لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } [ النجم : 57 - 58 ] ، وقال عزّ وجلّ : { ٱقْتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلْقَمَرُ } [ القمر : 1 ] ، وقال جل وعلا : { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } [ الملك : 27 ] الآية ، وقوله تبارك وتعالى : { إِذِ ٱلْقُلُوبُ لَدَى ٱلْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ } . قال قتادة : وقفت القلوب في الحناجر من الخوف ، فلا تخرج ولا تعود إلى أماكنها ، ومعنى { كَاظِمِينَ } أي ساكتين لا يتكلم أحد إلا بإذنه { لاَّ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَقَالَ صَوَاباً } [ النبأ : 38 ] ، وقال ابن جريج { كَاظِمِينَ } أي باكين ، وقوله سبحانه { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ } ، أي ليس للذين ظلموا من قريب ينفعهم ، ولا شفيع يشفع فيهم ، بل قد تقطعت بهم الأسباب من كل خير ، وقوله تعالى : { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } يخبر عزّ وجلّ عن علمه التام المحيط بجميع الأشياء ، جليلها وحقيرها ، صغيرها وكبيرها ، دقيقها ولطيفها ليحذر الناس ربهم ، فيتقوه حق تقواه ، ويراقبوه مراقبة من يعلم أنه يراه ، فإنه عزّ وجلّ يعلم العين الخائنة ، ويعلم ما تنطوي عليه خبايا الصدور من الضمائر والسرائر ، قال ابن عباس { يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } : هو الرجل يدخل على أهل البيت بيتهم ، وفيهم المرأة الحسناء ، أو تمر به وبهم المرأة الحسناء ، فإذا غفلوا لحظ إليها ، فإذا فطنوا غض بصره عنها ، فإذا غفلوا لحظ ، فإذا فطنوا غض ، وقد اطلع الله تعالى من قلبه أنه ود لو اطلع على فرجها . وقال الضحّاك { خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ } : هو الغمز ، وقول الرجل رأيت ولم ير ، وقال ابن عباس : يعلم الله تعالى من العين في نظرها هل تريد الخيانة أم لا ؟ { وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } يعلم إذا أنت قدرت عليها هل تزني بها أم لا ؟ وقال السدي : { وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ } أي من الوسوسة ، وقوله عزّ وجلّ { وَٱللَّهُ يَقْضِي بِٱلْحَقِّ } أي يحكم بالعدل . قال ابن عباس : قادر على أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } وهذا الذي فسر به ابن عباس رضي الله عنهما هذه الآية ، كقوله تبارك وتعالى : { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَاءُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيِجْزِيَ ٱلَّذِينَ أَحْسَنُواْ بِٱلْحُسْنَى } [ النجم : 31 ] ، وقوله جلّ وعلا : { وَٱلَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ } أي من الأصنام والأوثان والأنداد ، { لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } أي لا يملكون شيئاً ولا يحكمون بشيء ، { إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ } أي سميع لأقوال خلقه بصير بهم ، فيهدي من يشاء ويضل من يشاء ، وهو الحاكم العادل في جميع ذلك .