Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 61-65)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ممتناً على خلقه بما جعل لهم من الليل الذي يسكنون فيه ، ويستريحون فيه من حركات ترددهم في المعايش بالنهار وجعل النهار مبصراً ، أي مضيئاً ليتصرفوا فيه بالأسفار ، وقطع الأقطار ، والتمكن من الصناعات { إِنَّ ٱللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلنَّاسِ وَلَـٰكِنَّ أَكْـثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ } أي لا يقومون بشكر نعم الله عليهم ، ثم قال عزّ وجلّ : { ذَلِكُـمُ ٱللَّهُ رَبُّـكُمْ خَالِقُ كُـلِّ شَيْءٍ لاَّ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } أي الذي فعل هذه الأشياء هو الواحد الأحد ، خالق الأشياء الذي لا إلٰه غيره ولا رب سواه ، { فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ } أي فكيف تعبدون غيره من الأصنام التي لا تخلق شيئاً بل هي مخلوقة منحوتة ! وقوله عزّ وجلّ : { كَذَلِكَ يُؤْفَكُ ٱلَّذِينَ كَانُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ يَجْحَدُونَ } أي كما ضل هؤلاء بعبادة غير الله ، كذلك أفك الذين من قبلهم فعبدوا غيره ، بلا دليل ولا برهان بل بمجرد الجهل والهوى ، وجحدوا حجج الله وآياته ، وقوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلَّذِي جَعَـلَ لَكُـمُ ٱلأَرْضَ قَـرَاراً } أي جعلها لكم مستقراً ، تعيشون عليها وتتصرفون فيها ، وتمشون في مناكبها ، { وَٱلسَّمَآءَ بِنَـآءً } أي سقفاً للعالم محفوظاً ، { وَصَوَّرَكُـمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُـمْ } أي فخلقكم في أحسن الأشكال ، ومنحكم أكمل الصور في أحسن تقويم ، { وَرَزَقَكُـمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ } أي من المآكل والمشارب في الدنيا ، فذكر أنه خلق الدار والسكان والأرزاق ، فهو الخالق الرزّاق ، كما قال تعالى في سورة البقرة : { ٱلَّذِي جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ فِرَاشاً وَٱلسَّمَاءَ بِنَآءً وَأَنزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ ٱلثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ للَّهِ أَندَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [ الآية : 22 ] . وقال تعالى هٰهنا بعد خلق هذه الأشياء : { ذَلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُـمْ فَتَـبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } أي فتعالى وتقدس وتنزه رب العالمين ، ثم قال تعالى : { هُوَ ٱلْحَيُّ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } أي هو الحي أولاً وأبداً ، وهو الأول والآخر والظاهر والباطن ، { لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } أي لا نظير له ولا عديل له { فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } أي موحدين له مقرين بأنه لا إلٰه إلا هو الحمد لله رب العالمين ، عن ابن عباس قال : من قال : لا إلٰه إلا الله فليقل على أثرها الحمد لله رب العالمين ، وذلك قوله تعالى : { فَـٱدْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } .