Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 77-78)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى آمراً رسوله صلى الله عليه وسلم بالصبر على تكذيب من كذبه من قومه : { فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ } أي في الدنيا وكذلك وقع ، فإن الله تعالى أقر عينه يوم بدر ثم فتح الله عليه مكة وسائر جزيرة العرب في حياته صلى الله عليه وسلم ، وقوله عزَّ وجلَّ : { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } أي فنذيقهم العذاب الشديد في الآخرة ، ثم قال تعالى مسلياً له : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ } أي منهم من أوحينا إليك خبرهم وقصصهم مع قومهم كيف كذبوهم ، ثم كانت للرسل العاقبة والنصرة ، { وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } وهم أكثر ممن ذكر بأضعاف أضعاف ، كما تقدم التنبيه على ذلك في سورة النساء ولله الحمد والمنة ، وقوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } أي ولم يكن لواحد من الرسل أن يأتي قومه بخارق للعادات إلا أن يأذن الله له في ذلك فيدل ذلك على صدقه فيما جاءهم به ، { فَإِذَا جَـآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ } وهو عذابه ونكاله المحيط بالمكذبين ، { قُضِيَ بِٱلْحَقِّ } فينجي المؤمنين ويهلك الكافرين ، ولهذا قال عزّ وجلّ : { وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلْمُبْطِلُونَ } .