Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 69-76)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : ألا تعجب يا محمد من هؤلاء المكذبين بآيات الله ، ويجادلون في الحق بالباطل ، كيف تصرف عقولهم عن الهدى إلى الضلال ؟ { ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا } أي من الهدى والبيان { فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } هذا تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، من الرب جلّ جلاله لهؤلاء ، كما قال تعالى : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } [ المرسلات : 15 ] ، وقوله عزّ وجلّ : { إِذِ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ وٱلسَّلاَسِلُ } أي متصلة بالأغلال بأيدي الزبانية يسحبونهم على وجوههم تارة إلى الحميم ، وتارة إلى الجحيم ، ولهذا قال تعالى : { يُسْحَبُونَ * فِي ٱلْحَمِيمِ ثُمَّ فِي ٱلنَّارِ يُسْجَرُونَ } ، كما قال تبارك وتعالى : { يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ } [ الرحمٰن : 44 ] ، وقال تعالى : { ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا ٱلضِّآلُّونَ ٱلْمُكَذِّبُونَ * لأَكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } [ الواقعة : 51 - 52 ] ، وقال عزَّ وجلَّ : { خُذُوهُ فَٱعْتِلُوهُ إِلَىٰ سَوَآءِ ٱلْجَحِيمِ * ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ * ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْكَرِيمُ } [ الدخان : 47 - 49 ] أي يقال لهم ذلك على وجه التقريع والتوبيخ ، والتهكم والاستهزاء بهم ، وقوله تعالى : { ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تُشْرِكُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ } ؟ أي قيل لهم : أين الأصنام التي كنتم تعبدونها من دون الله هل ينصرونكم اليوم ؟ { قَـالُواْ ضَـلُّواْ عَنَّا } أي ذهبوا فلم ينفعونا ، { بَل لَّمْ نَكُنْ نَّدْعُواْ مِن قَبْلُ شَيْئاً } أي جحدوا عبادتهم ، كقوله جلَّت عظمته : { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [ الأنعام : 23 ] ، ولهذا قال عزَّ وجلَّ : { كَذَلِكَ يُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلْكَافِرِينَ } ، وقوله : { ذَلِكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَفْرَحُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ وَبِمَا كُنتُمْ تَمْرَحُونَ } أي تقول لهم الملائكة : هذا الذي أنتم فيه جزاء على فرحكم في الدنيا بغير الحق ، ومرحكم وأشركم وبطركم ، { ٱدْخُلُوۤاْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى ٱلْمُتَكَبِّرِينَ } ، أي فبئس المنزل والمقيل الذي فيه الهوان والعذاب الشديد ، لمن استكبر عن آيات الله ، واتباع دلائله وحججه ، والله أعلم .