Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 49-51)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : لا يمل الإنسان من دعاء ربه بالخير وهو المال وصحة الجسم وغير ذلك ، { وَإِن مَّسَّهُ ٱلشَّرُّ } وهو البلاء أو الفقر { فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ } أي يقع في ذهنه أنه لا يتهيأ له بعد هذا خير ، { وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَـٰذَا لِي } أي إذا أصابه خير ورزق بعدما كان في شدة ليقولن هذا لي إني كنت أستحقه عند ربي { وَمَآ أَظُنُّ ٱلسَّاعَةَ قَآئِمَةً } أي يكفر بقيام الساعة ، أي لأجل أنه خوّل نعمة يبطر ويفخر ويكفر ، كما قال تعالى : { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ } [ العلق : 6 - 7 ] ، { وَلَئِن رُّجِعْتُ إِلَىٰ رَبِّيۤ إِنَّ لِي عِندَهُ لَلْحُسْنَىٰ } أي ولئن كان ثم معاد فليحسنن إليَّ ربي كما أحسن إليّ في هذه الدار ، يتمنى على الله عزّ وجلّ مع إساءته العمل وعدم اليقين ، قال الله تبارك وتعالى : { فَلَنُنَبِّئَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِمَا عَمِلُواْ وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ } يتهدد تعالى من كان هذا عمله واعتقاده بالعقاب والنكال ، ثم قال تعالى : { وَإِذَآ أَنْعَمْنَا عَلَى ٱلإِنسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ } أي أعرض عن الطاعة واستكبر عن الانقياد لأوامر الله عزّ وجلّ ، كقوله جلّ جلاله : { فَتَوَلَّىٰ بِرُكْنِهِ } [ الذاريات : 39 ] ، { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } أي الشدة { فَذُو دُعَآءٍ عَرِيضٍ } أي يطيل المسألة في الشيء الواحد ، فالكلام العريض ما طال لفظه وقل معناه ، والوجيز عكسه وهو ما قل ودل ، وقد قال تعالى : { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ } [ يونس : 12 ] الآية .