Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 52-54)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المشركين المكذبين بالقرآن { أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ } هذا القرآن { مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } أي كيف ترون حالكم عند الذي أنزله على رسوله ؟ ولهذا قال عزّ وجلّ : { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } ؟ أي في كفر وعناد ومشاقة للحق ومسلك بعيد من الهدى ، ثم قال جلّ جلاله : { سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي ٱلآفَاقِ وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } أي سنظهر لهم دلالالتنا وحججنا على كون القرآن حقاً منزلاً من عند الله ، على رسول الله صلى الله عليه وسلم بدلائل خارجية { فِي ٱلآفَاقِ } من الفتوحات وظهور الإسلام على الأقاليم وسائر الأديان . قال مجاهد والحسن والسدي : { وَفِيۤ أَنفُسِهِمْ } قالوا : وقعة بدر وفتح مكة ونحو ذلك ، من الوقائع التي نصر الله فيها محمداً صلى الله عليه وسلم وصحبه ، وخذل فيها الباطل وحزبه ، ويحتمل أن يكون المراد ما الإنسان مركب منه ، من المواد والأخلاط والهيئات العجيبة ، كما هو مبسوط في علم التشريح ، الدال على حكمة الصانع تبارك وتعالى . وقوله تعالى : { حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } ؟ أي كفى بالله شهيداً على أفعال عباده وأقوالهم ، وهو يشهد أن محمداً صلى الله عليه وسلم صادق فيما أخبر به عنه ، كما قال : { لَّـٰكِنِ ٱللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ } [ النساء : 166 ] الآية . وقوله تعالى : { أَلاَ إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِّن لِّقَآءِ رَبِّهِمْ } أي في شك من قيام الساعة ، ولهذا لا يتفكرون فيه ولا يعملون له وهو كائن لا محالة وواقع لا ريب فيه ، ثم قال تعالى مقرراً أنه على كل شيء قدير { أَلاَ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطٌ } أي المخلوقات كلها تحت قهره وفي قبضته ، وهو المتصرف فيها كلها بحكمه فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .