Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 42, Ayat: 1-6)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قد تقدم الكلام على الحروف المقطعة ، وقوله عزّ وجلّ : { كَذَلِكَ يُوحِيۤ إِلَيْكَ وَإِلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكَ ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } أي كما أنزل إليك هذا القرآن كذلك أنزل على الأنبياء قبلك ، وقوله تعالى : { ٱللَّهُ ٱلْعَزِيزُ } أي في انتقامه ، { ٱلْحَكِيمُ } في أقواله وأفعاله ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : " إن ( الحارث بن هشام ) سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله كيف يأتيك الوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس ، وهو أشده علي فيفصم عني وقد وعيت ما قال ، وأحياناً يأتيني المَلك رجلاً ، فيكلمني فأعي ما يقول " . قالت عائشة رضي الله عنها : فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد فيفصم عنه ، وإن جبينه صلى الله عليه وسلم ليتفصد عرقاً " وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله هل تحس بالوحي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أسمع صلاصل ، ثم أسكت عند ذلك ، فما من مرة يوحى إليَّ إلا ظننت أن نفسي تقبض " " وقوله تبارك وتعالى : { لَهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ } أي الجميع عبيد له وملك له تحت قهره وتصريفه { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلعَظِيمُ } كقوله تعالى : { ٱلْكَبِيرُ ٱلْمُتَعَالِ } [ الرعد : 9 ] ، { وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْكَبِيرُ } [ سبأ : 23 ] ، والآيات في هذا كثيرة . وقوله عزّ وجلّ : { تَكَادُ ٱلسَّمَٰوَٰتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِنَّ } قال ابن عباس والسدي : أي فَرَقاً من العظمة ، { وَٱلْمَلاَئِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي ٱلأَرْضِ } كقوله عزّ وجلّ : { ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُواْ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُـلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْماً } [ غافر : 7 ] ، وقوله جلّ جلاله : { أَلاَ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ } إعلام بذلك وتنويه به ، وقوله سبحانه وتعالى : { وَٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَآءَ } يعني المشركين { ٱللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ } أي شهيد على أعمالهم يحصيها ويعدها عداً ، وسيجزيهم بها أوفر الجزاء ، { وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ } أي إنما أنت نذير والله على كل شيء وكيل .