Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 44-46)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن نفسه الكريمة ، أنه من هداه فلا مضل له ، ومن يضلل الله فلا هادي له ، كما قال عزّ وجلّ : { وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُّرْشِداً } [ الكهف : 17 ] ، ثم قال عزّ وجلّ مخبراً عن الظالمين وهم المشركون بالله { لَمَّا رَأَوُاْ ٱلْعَذَابَ } أي يوم القيامة تمنوا الرجعة إلى الدنيا ، { يَقُولُونَ هَلْ إِلَىٰ مَرَدٍّ مِّن سَبِيلٍ } ، كما قال جلّ وعلا : { وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى ٱلنَّارِ فَقَالُواْ يٰلَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ } [ الأنعام : 27 ] ، وقوله عزّ وجلّ : { وَتَرَاهُمْ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا } أي على النار ، { خَاشِعِينَ مِنَ ٱلذُّلِّ } أي الذي قد اعتراهم بما أسلفوا من عصيان الله تعالى : { يَنظُرُونَ مِن طَرْفٍ خَفِيٍّ } قال مجاهد : يعني ذليل ، أي ينظرون إليها مسارقة خوفاً منها ، والذي يحذرون منه واقع بهم لا محالة ، { وَقَالَ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } أي يقولون يوم القيامة { إِنَّ ٱلْخَاسِرِينَ } أي الخسار الأكبر ، { ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ } أي ذهب بهم إلى النار فعدموا لذتهم في دار الأبد ، وفرق بينهم وبين أحبابهم وأصحابهم فخسروهم ، { أَلاَ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ فِي عَذَابٍ مُّقِيمٍ } أي دائم سرمدي أبدي ، لا خروج لهم منها ولا محيد لهم عنها . وقوله تعالى : { وَمَا كَانَ لَهُم مِّنْ أَوْلِيَآءَ يَنصُرُونَهُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ } أي ينقذونهم مما هم فيه من العذاب والنكال ، { وَمَن يُضْلِلِ ٱللَّهُ فَمَا لَهُ مِن سَبِيلٍ } أي ليس له الخلاص .