Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 16-17)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
اختلف المفسرون في هؤلاء القوم الذين هم أولو بأس شديد على أقوال ، ( أحدها ) : أنهم هوازن ، قاله سعيد بن جبير وعكرمة ، ( الثاني ) : ثقيف ، قاله الضحاك ، ( الثالث ) : بنو حنيفة ، قاله جويبر ، وروي مثله عن سعيد وعكرمة ، ( الرابع ) : هم أهل فارس ، قاله ابن عباس ومجاهد : وقال كعب الأحبار : هم الروم ، وعن عطاء والحسن : هم فارس والروم ، وعن مجاهد : هم أهل الأوثان ، وقال ابن أبي حاتم عن الزهري في قوله تعالى : { سَتُدْعَوْنَ إِلَىٰ قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ } قال : لم يأت أولئك بعد ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوماً صغار الأعين ذلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة " قال سفيان : هم الترك . وقوله تعالى : { تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ } يعني شرع لكم جهادهم وقتالهم ، فلا يزال ذلك مستمراً عليهم ولكم النصرة عليهم ، { أَوْ يُسْلِمُونَ } فيدخلون في دينكم بلا قتال بل باختيار ، ثم قال عزَّ وجلَّ : { فَإِن تُطِيعُواْ } أي تستجيبوا وتنفروا في الجهاد وتؤدوا الذي عليكم فيه { يُؤْتِكُمُ ٱللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِن تَتَوَلَّوْاْ كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِّن قَبْلُ } يعني زمن الحديبية حيث دعيتم فتخلفتم ، { يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً } . ثم ذكر تعالى الأعذار في ترك الجهاد فمنها لازم كالعمى والعرج المستمر ، وعارض كالمرض الذي يطرأ أياماً ثم يزول ، فهو في حال مرضه ملحق بذوي الأعذار اللازمة حتى يبرأ ، ثم قال تبارك وتعالى مرغباً في الجهاد وطاعة الله ورسوله : { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ } أي ينكل عن الجهاد ويقبل على المعاش { يُعَذِّبْهُ عَذَاباً أَلِيماً } في الدنيا بالمذلة ، وفي الآخرة بالنار ، والله تعالى أعلم .