Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 18-19)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يخبر تعالى عن رضاه عن المؤمنين ، الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، وقد تقدم أنهم كانوا ألفاً وأربعمائة ، وأن الشجرة كانت سمرة بأرض الحديبية ، روى البخاري عن عبد الرحمٰن رضي الله عنه قال : انطلقت حاجاً فمررت بقوم يصلون ، فقلت : ما هذا المسجد ؟ قالوا : هذه الشجرة حيث بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان ، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته ، فقال سعيد : حدثني أبي أنه كان فيمن بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ، قال : فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها ، فلم نقدر عليها ، فقال سعيد : إن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لم يعلموها وعلمتموها أنتم ، فأنتم أعلم . وقوله تعالى : { فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } أي من الصدق والوفاء ، والسمع والطاعة { فَأنزَلَ ٱلسَّكِينَةَ } وهي الطمأنينة { عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً } وهو ما أجرى الله عزَّ وجلَّ على أيديهم من الصلح بينهم وبين أعدائهم ، وما حصل بذلك من الخير العام بفتح خيبر وفتح مكة ، ثم فتح سائر البلاد والأقاليم ، وما حصل لهم من العز والنصر والرفعة في الدنيا والآخرة ، ولهذا قال تعالى : { وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَان ٱللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً } ، روى ابن أبي حاتم عن إياس بن سلمة عن أبيه قال : " بينما نحن قائلون إذ نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيها الناس : البيعة البيعة ، نزل روح القدس ، قال : فسرنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو تحت شجرة سمرة فبايعناه ، فذلك قول الله تعالى : { لَّقَدْ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ ٱلشَّجَرَةِ } قال : فبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه بإحدى يديه على الأخرى ، فقال الناس : هنيئاً لابن عفان يطوف بالبيت ونحن هٰهنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو مكث كذا وكذا سنة ما طاف حتى أطوف " " .