Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 20-26)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى مخبراً عن عبده ورسوله وكليمه ( موسى بن عمران ) عليه السلام ، فيما ذكر به قومه من نعم الله عليهم وآلائه لديهم في جمعه لهم خير الدنيا والآخرة لو استقاموا على طريقتهم المستقيمة ، فقال تعالى : { وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ ٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَآءَ } ، أي كلما هلك نبي قام فيكم نبي من لدن أبيكم إبراهيم إلى من بعده ، وكذلك كانوا لا يزال فيهم الأنبياء يدعون إلى الله ، ويحذرون نقمته حتى ختموا بعيسى ابن مريم عليه السلام ، ثم أوحى الله إلى خاتم الأنبياء والرسل على الإطلاق محمد بن عبد الله المنسوب إلى إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام وهو أشرف من كل من تقدمه منهم صلى الله عليه وسلم . وقوله : { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } قال عبد الرزاق عن ابن عباس في قوله { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } قال : الخادم والمرأة والبيت وعنه قال : كان الرجل من بني إسرائيل إذا كان له الزوجة والخادم والدار سمي ملكاً . وقال ابن جرير عن عبد الله بن عمرو ابن العاص وسأله رجل فقال : ألسنا من فقراء المهاجرين ؟ فقال عبد الله : ألك امرأة تأوي إليها ؟ قال : نعم ، قال : ألك مسكن تسكنه ؟ قال : نعم ، قال : فأنت من الأغنياء . فقال : إن لي خادماً ، قال : فأنت من الملوك . وقال الحسن البصري : هل الملك إلاّ مركب وخادم ودار ، رواه ابن جرير . وقال السدي في قوله : { وَجَعَلَكُمْ مُّلُوكاً } قال : يملك الرجل منكم نفسه وماله وأهله ، وقد ورد في الحديث : " من أصبح منكم معافى في جسده ، آمناً في سربه ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " . وقوله تعالى : { وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } يعني عالمي زمانكم ، فإنهم كانوا أشرف الناس في زمانهم من اليونان والقبط وسائر أصناف بني آدم كما قال : { وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى ٱلْعَالَمينَ } [ الجاثية : 16 ] . وقال تعالى إخباراً عن موسى : { قَالَ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلَـٰهاً وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } [ الأعراف : 140 ] والمقصود أنهم كانوا أفضل أمم زمانهم ، وإلا فهذه الأمة أشرف منهم ، وأفضل عند الله ، وأكمل شريعة ، وأقوم منهاجاً ، وأكرم نبياً ، وأعظم ملوكاً ، وأغزر أرزاقاً ، وأكثر أموالاً وأولاداً ، وأوسع مملكة ، وأدوم عزاً . قال الله تعالى : { وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } [ البقرة : 143 ] . وقد ذكرنا الأحاديث المتواترة في فضل هذه الأمة وشرفها وكرمها عند الله عند قوله تعالى : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ } [ آل عمران : 110 ] ، وقيل : المراد { وَآتَاكُمْ مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن ٱلْعَٱلَمِينَ } يعني بذلك ما كان تعالى نزله عليهم من المن والسلوى ، ويظللهم به من الغمام ، وغير ذلك مما كان تعالى يخصهم به من خوارق العادات ، فالله أعلم . ثم قال تعالى مخبراً عن تحريض موسى عليه السلام لبني إسرائيل على الجهاد ، والدخول إلى بيت المقدس الذي كان بأيديهم في زمان أبيهم يعقوب ، لما ارتحل هو وبنوه وأهله إلى بلاد مصر أيام يوسف عليه السلام ثم لم يزالوا بها ، حتى خرجوا مع موسى ، فوجدوا فيها قوماً من العمالقة الجبارين قد استحوذوا عليها وتملكوها ، فأمرهم رسول الله موسى عليه السلام بالدخول إليها ، وبقتال أعدائهم ، وبشرهم بالنصر والظفر عليهم ، فنكلوا بالذهاب وعصوا وخالفوا أمره ، فعوقبوا في التيه ، والتمادي في سيرهم حائرين لا يدرون كيف يتوجهون فيه إلى مقصد مدة أربعين سنة ، عقوبة لهم على تفريطهم في أمر الله تعالى ، فقال تعالى مخبراً عن موسى أنه قال : { يَاقَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ } أي المطهرة . عن ابن عباس قال : هي الطور وما حوله ، وكذا قال مجاهد وغير واحد . وقوله تعالى : { الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ } أي التي وعدكموها الله على لسان أبيكم إسرائيل أنه وراثة من آمن منكم ، { وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ } أي تنكلوا عن الجهاد { فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ * قَالُوا يَامُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ } أي اعتذروا بأن في هذه البلدة التي أمرتنا بدخولها وقتال أهلها قوماً جبارين ذوي خلق هائلة وقوى شديدة وإنا لا نقدر على مقاومتهم ولا مصاولتهم ، ولا يمكننا الدخول إليها ما داموا فيها ، فإن يخرجوا منها دخلناها ، وإلاّ فلا طاقة لنا بهم . وقوله تعالى : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيْهِمَا } أي فلما نكل بنوا إسرائيل عن طاعة الله ومتابعة رسول الله موسى صلى الله عليه وسلم حرضهم رجلان ، لله عليهما نعمة عظيمة وهما ممن يخاف أمر الله ويخشى عقابه . وقرأ بعضهم : { قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ ٱلَّذِينَ يَخَافُونَ } أي ممن لهم مهابة وموضع من الناس ، ويقال إنهما ( يوشع بن نون ) و ( كالب بن يوفنا ) ؛ قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وغير واحد من السلف والخلف رحمهم الله ، فقالا : { ٱدْخُلُواْ عَلَيْهِمُ ٱلْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } أي إن توكلتم على الله واتبعتم أمره ووافقتم رسوله ، نصركم الله على أعدائكم ، وأيدكم وظفركم بهم ، ودخلتم البلد التي كتبها الله لكم ؛ فلم ينفع ذلك فيهم شيئاً { قَالُواْ يَامُوسَىۤ إِنَّا لَنْ نَّدْخُلَهَآ أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } ، وهذا نكول منهم عن الجهاد ومخالفة لرسولهم ، وتخلف عن مقاتلة الأعداء ، ويقال : إنهم لما نكلوا على الجهاد ، وعزموا على الإنصراف والرجوع إلى مصر ، سجد موسى وهارون عليهما السلام قدام ملأ من بني إسرائيل إعظاماً لما هموا به ، وشق يوشع بن نون وكالب بن يوفنا ثيابهما ، ولاما قومهما على ذلك ، فيقال : إنهم رجموهما ، وجرى أمر عظيم وخطر جليل . وما أحسن ما أجاب به الصحابة رضي الله عنهم يوم بدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين استشارهم في قتال النفير فتكلم أبو بكر رضي الله عنه فأحسن ، ثم تكلم من تكلم من الصحابة من المهاجرين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أشيروا عليَّ أيها المسلمون " وما يقول ذلك إلاّ ليستعلم ما عند الأنصار لأنهم كانوا جمهور الناس يومئذ ، فقال سعد بن معاذ : كأنك تعرض بنا يا رسول الله فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلَّف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً ، إنا لصبرٌ في الحرب ، صُدق في اللقاء لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله . فسُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول سعد ونشطه ذلك . وممن أجاب يومئذ ( المقداد بن عمرو الكندي ) رضي الله عنه ، كما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : لقد شهدت من المقداد مشهداً ، لأن أكون أنا صاحبه أحب إليّ مما عدل به ، أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال : والله يا رسول الله لا نقول كما قالت بنو إسرائيل لموسى { فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } ولكنا نقاتل عن يمينك وعن يسارك ومن بين يديك ومن خلفك ، فرأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرق لذلك وسره ذلك ، وهكذا رواه البخاري في المغازي ، ولفظه في كتاب التفسير عن عبد الله قال ، قال المقداد يوم بدر : يا رسول الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى : { فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ } ، ولكن امض ونحن معك . فكأنه سري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقوله تعالى : { قَالَ رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } يعني لما نكل بنو إسرائيل عن القتال غضب عليهم موسى عليه السلام ، وقال داعياً عليهم : { رَبِّ إِنِّي لاۤ أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي } أي ليس أحد يطيعني منهم فيمتثل أمر الله ويجيب إلى ما دعوت إليه إلا أنا وأخي هارون { فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } قال ابن عباس : يعني اقض بيني وبينهم ، وكذا قال الضحاك : اقض بيننا وبينهم ، وافتح بيننا وبينهم ، وقال غيره : افرق افصل بيننا وبينهم ، كما قال الشاعر : @ يا رب فافرق بينه وبيني أشد ما فرَّقت بين اثنين @@ وقوله تعالى : { قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ } الآية ، لما دعا عليهم موسى عليه السلام حين نكلوا عن الجهاد حكم الله بتحريم دخولها عليهم قدر مدة أربعين سنة ، فوقعوا في التيه يسيرون دائماً لا يهتدون للخروج منه . وفيه كانت أمور عجيبة وخوارق كثيرة : من تظليلهم بالغمام ، وإنزال المن والسلوى عليهم ، ومن إخراج الماء الجاري من صخرة صماء تحمل معهم على دابة ، فإذا ضربها موسى بعصاه انفجرت من ذلك الحجر اثنتا عشرة عيناً : تجري لكل شعب عين ، وغير ذلك من المعجزات التي أيد الله بها موسى بن عمران . وهناك نزلت التوراة ، وشرعت لهم الأحكام . عن سعيد بن جبير : سألت ابن عباس عن قوله : { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ } الآية . قال : فتاهوا في الأرض أربعين سنة يصبحون كل يوم يسيرون ليس لهم قرار ، ثم ظلل عليهم الغمام في التيه ، وأنزل عليهم المن والسلوى . وهذا قطعة من حديث الفتون ثم كانت وفاة هارون عليه السلام ، ثم بعده بمدة ثلاث سنين وفاة موسى الكليم عليه السلام ، وأقام الله فيهم ( يوشع بن نون ) عليه السلام نبياً خليفة عن موسى بن عمران ، ومات أكثر بني إسرائيل هناك في تلك المدة ، ويقال : إنه لم يبق منهم أحد سوى يوشع وكالب ، فلما انقضت المدة خرج بهم يوشع بن نون عليه السلام ، أو بمن بقي منهم وبسائر بني إسرائيل من الجيل الثاني ، فقصد بهم بيت المقدس فحاصرها ، فكان فتحها يوم الجمعة بعد العصر . فلما تضيفت الشمس للغروب وخشي دخول السبت عليهم قال : إنك مأمورة وأنا مأمور ، اللهم احبسها علي ؛ فحبسها الله تعالى حتى فتحها . وأمر الله ( يوشع بن نون ) أن يأمر بني إسرائيل حين يدخلون بيت المقدس أن يدخلوا بابها سجداً ، وهم يقولون حطة : أي حط عنا ذنوبنا ، فبدلوا ما أمروا به ، ودخلوا يزحفون على أستاههم ، وهم يقولون : حبة في شعرة ، وقد تقدم هذا كله في سورة البقرة . وقال ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه قوله : { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي ٱلأَرْضِ } قال : فتاهوا أربعين سنة ، قال : فهلك موسى وهارون في التيه وكل من جاوز الأربعين سنة ، فلما مضت الأربعون سنة ناهضهم يوشع بن نون ، وهو الذي قام بالأمر بعد موسى . وهو الذي افتتحها ، فوجد فيها من الأموال ما لم ير مثله قط ، فقربوه إلى النار ، فلم تأته ، فقال : فيكم الغلول ، فدعا رؤوس الأسباط ، وهم اثنا عشر رجلاً ، فبايعهم ، والتصقت يد رجل منهم بيده ، فقال : الغلول عندك ، فأخرجه ، فأخرج رأس بقرة من ذهب فوضعه مع القربان فأتت النار فأكلته . وهذا السياق له شاهد في الصحيح . وقد اختار ابن جرير أن قوله : { فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ } هو العامل في أربعين سنة ، وأنهم مكثوا لا يدخلونها أربعين سنة ، وهم تائهون في البرية لا يهتدون لمقصد ، قال : خرجوا مع موسى عليه السلام ففتح بهم بيت المقدس ، ثم احتج على ذلك بإجماع علماء أخبار الأولين أن ( عوج بن عنق ) قتله موسى عليه السلام قال : فلو كان قتله إياه قبل التيه لما رهبت بنو إسرائيل من العماليق ، فدل على أنه كان بعد التيه قال : وأجمعوا على أن ( بلعام بن باعورا ) أعان الجبارين بالدعاء على موسى ، قال : وما ذاك إلاّ بعد التيه ، لأنهم كانوا قبل التيه لا يخافون من موسى وقومه . وقوله تعالى : { فَلاَ تَأْسَ عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْفَاسِقِينَ } تسلية لموسى عليه السلام عنهم ، أي لا تأسف ولا تحزن عليهم فيما حكمت عليهم به فإنهم مستحقون ذلك ، وهذه القصة تضمنت تقريع اليهود وبيان فضائحهم ومخالفتهم لله ولرسوله ، ونكولهم عن طاعتهما فيما أمرهم به من الجهاد فضعفت أنفسهم عن مصابرة الأعداء ومجالدتهم ومقاتلتهم ، مع أن بين أظهرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكليمه وصفيه من خلقه في ذلك الزمان ، وهو يعدهم بالنصر والظفر بأعدائهم ، هذا مع ما شهدوا من فعل الله بعدوهم فرعون من العذاب والنكال والغرق له ولجنوده في اليم ، وهم ينظرون لتقر به أعينهم وما بالعهد من قدم ، ثم ينكلون عن مقاتلة أهل بلد هي بالنسبة إلى ديار مصر لا توازي عشر المعشار في عدة أهلها وعددهم ، فظهرت قبائح صنيعهم للخاص والعام ، وافتضحوا فضيحة لا يغطيها الليل ، ولا يسترها الذيل ، هذا وهم في جهلهم يعمهون ، وفي غيهم يترددون ، وهم البغضاء إلى الله وأعداؤه ، ويقولون مع ذلك نحن أبناء الله وأحباؤه ، فقبح الله وجوههم التي مسخ منها الخنازير والقرود ، وألزمهم لعنة تصحبهم إلى النار ذات الوقود ، ويقضي لهم فيها بتأبيد الخلود ، وقد فعل ، وله الحمد من جميع الوجود .