Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 52, Ayat: 17-20)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أخبر الله تعالى عن حال السعداء فقال : { إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ } وذلك بضد ما أولئك فيه من العذاب والنكال ، { فَاكِهِينَ بِمَآ آتَاهُمْ رَبُّهُمْ } أي يتفكهون بما آتاهم الله من النعيم ، من أصناف الملاذ من مآكل ومشارب ، وملابس ومساكن ومراكب وغير ذلك ، { وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ ٱلْجَحِيمِ } أي وقد نجاهم من عذاب النار ، وتلك نعمة مستقلة بذاتها ، مع ما أضيف إليها من دخول الجنة ، التي فيها من السرور ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، وقوله تعالى : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } ، كقوله تعالى : { كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ } [ الحاقة : 24 ] أي هذا بذاك تفضلاً منه وإحساناً ، وقوله تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ سُرُرٍ مَّصْفُوفَةٍ } قال ابن عباس : السرر في الحجال ، وفي الحديث : " إن الرجل ليتكىء المتكأ مقدار أربعين سنة ما يتحول عنه ولا يمله يأتيه ما اشتهت نفسه ولذت عينه " وعن ثابت قال : " بلغنا أن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة عنده من أزواجه وخدمه ، وما أعطاه الله من الكرامة والنعيم ، فإذا حانت منه نظرة ، فإذا أزواج له لم يكن رآهن قبل ذلك فيقلن : قد آن لك أن تجعل لنا منك نصيباً " ومعنى { مَّصْفُوفَةٍ } أي وجوه بعضهم إلى بعض كقوله : { عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ } [ الحجر : 47 ، الصافات : 44 ] ، { وَزَوَّجْنَاهُم بِحُورٍ عِينٍ } أي وجعلنا لهم قرينات صالحات ، وزوجات حساناً من الحور العين ، وقال مجاهد { وَزَوَّجْنَاهُم } أنكحناهم بحور عين ، وقد تقدم وصفهن في غير موضع بما أغنى عن إعادته هٰهنا .