Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 1-4)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال الشعبي : الخالق يقسم بما شاء من خلقه ، والمخلوق لا ينبغي له أن يقسم إلا بالخالق ، واختلف المفسرون في معنى قوله : { وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } فقال مجاهد : يعني بالنجم الثريا إذا سقطت مع الفجر ، واختاره ابن جرير ، وزعم السدي : أنها الزهرة ، وقال الضحاك : { وَٱلنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ } إذا رمي به الشياطين . وهذه الآية كقوله تعالى : { فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ ٱلنُّجُومِ * وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ * إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ } [ الواقعة : 75 - 77 ] . وقوله تعالى : { مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَىٰ } هذا هو المقسم عليه ، وهو الشهادة للرسول صلى الله عليه وسلم بأنه راشد ، تابع للحق ليس بضال ، والغاوي : مر العالم بالحق العادل عنه قصداً إلى غيره ، فنزه الله رسوله عن مشابهة أهل الضلال ، كالنصارى وطرائق اليهود ، وهي علم الشيء وكتمانه ، والعمل بخلافه ، بل هو صلاة الله وسلامه عليه ، وما بعثه الله به من الشرع العظيم ، في غاية الاستقامة والاعتدال والسداد ، ولهذا قال تعالى : { وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلْهَوَىٰ } أي ما يقول قولاً عن هوى وغرض { إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَىٰ } أي إنما يقول ما أمر به ، يبلغه إلى الناس كاملاً موفوراً ، من غير زيادة ولا نقصان ، كما روى الإمام أحمد ، عن عبد الله بن عمرو قال : كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أريد حفظه فنهتني قريش ، فقالوا : " إنك تكتب كل شيء تسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم بشر يتكلم في الغضب ، فأمسكت عن الكتاب ، فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " اكتب فوالذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق " وقال صلى الله عليه وسلم : " ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه " " وعن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " " لا أقول إلا حقاً " قال بعض أصحابه : فإنك تداعبنا يا رسول الله ؟ قال : " إني لا أقول إلا حقاً " " .