Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 56-62)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هَـٰذَا نَذِيرٌ } يعني محمداً صلى الله عليه وسلم ، { مِّنَ ٱلنُّذُرِ ٱلأُوْلَىٰ } أي من جنسهم أرسل كما أرسلوا ، كما قال تعالى : { قُلْ مَا كُنتُ بِدْعاً مِّنَ ٱلرُّسُلِ } [ الأحقاف : 9 ] ، { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أي اقتربت القريبة وهي القيامة ، { لَيْسَ لَهَا مِن دُونِ ٱللَّهِ كَاشِفَةٌ } أي لا يدفعها إذاً من دون الله أحد ، ولا يطلع على علمها سواه ، و ( النذير ) الحذر لما يعاين من الشر ، الذي يخشى وقوعه فيمن أنذرهم ، وفي الحديث : " أنا النذير العريان " أي الذي أعجله شدة ما عاين من الشر عن أن يلبس عليه شيئاً ، بل بادر إلى إنذار قومه قبل ذلك ، فجاءهم عرياناً مسرعاً وهو مناسب لقوله : { أَزِفَتِ ٱلآزِفَةُ } أي اقتربت القريبة يعني يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : " مثلي ومثل الساعة كهاتين " ، وفرّق بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام . ثم قال تعالى منكراً على المشركين في استماعهم القرآن وإعراضهم عنه وتلهيهم { أَفَمِنْ هَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ } ؟ من أن يكون صحيحاً ، { وَتَضْحَكُونَ } منه استهزاء وسخرية ، { وَلاَ تَبْكُونَ } أي كما يفعل الموقنون به كما أخبر عنهم ، { وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً } [ الإسراء : 109 ] ، وقوله تعالى : { وَأَنتُمْ سَامِدُونَ } قال ابن عباس : { سَامِدُونَ } معرضون ، وكذا قال مجاهد وعكرمة ، وقال الحسن : غافلون ، وهو رواية عن علي بن أبي طالب ، وفي رواية عن ابن عباس : تستكبرون ، وبه يقول السدي . ثم قال تعالى آمراً لعباده بالسجود له والعبادة : { فَٱسْجُدُواْ لِلَّهِ وَٱعْبُدُواْ } ، أي فاخضعوا له وأخلصوا ووحّدوه . روى البخاري عن ابن عباس قال : " سجد النبي صلى الله عليه وسلم بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس " .