Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 53, Ayat: 42-55)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى : { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } أي المعاد يوم القيامة ، عن عمرو بن ميمون الأودي ، قال : قام فينا معاذ بن جبل فقال : يا بني أود ! إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم ، تعلمون أن المعاد إلى الله ، إلى الجنة أو إلى النار ، وذكر البغوي عن أُبي بن كعب ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : { وَأَنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلْمُنتَهَىٰ } قال : " لا فكرة في الرب " ، وفي الصحيح : " يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا من خلق كذا ؟ حتى يقول : من خلق ربك ؟ فإذا بلغ أحدكم ذلك فليستعذ بالله ولينته " وفي الحديث الذي في " السنن " : " تفكروا في مخلوقات الله ولا تفكروا في ذات الله ، فإن الله تعالى خلق ملكاً ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة ثلاثمائة سنة " ، أو كما قال ، وقوله تعالى : { وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ } أي خلق الضحك والبكاء وهما مختلفان { وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا } ، كقوله : { ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْمَوْتَ وَٱلْحَيَاةَ } [ الملك : 2 ] ، { وَأَنَّهُ خَلَقَ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ * مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَىٰ } ، كقوله : { أَيَحْسَبُ ٱلإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى * أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ } [ القيامة : 36 - 37 ] ؟ وقوله تعالى : { وَأَنَّ عَلَيْهِ ٱلنَّشْأَةَ ٱلأُخْرَىٰ } ، أي كما خلق البداءة هو قادر على الإعادة ، وهي النشأة الآخرة يوم القيامة { وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنَىٰ وَأَقْنَىٰ } ، أي ملك عباده المال وجعله لهم ( قنية ) مقيماً عندهم لا يحتاجون إلى بيعه ، فهذا تمام النعمة عليهم ، وعن مجاهد { أَغْنَىٰ } موّل { وَأَقْنَىٰ } أخدم ، وقال ابن عباس { أَغْنَىٰ } : أعطى ، { وَأَقْنَىٰ } : رضّى ، وقوله : { وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ ٱلشِّعْرَىٰ } قال ابن عباس : هو هذا النجم الوقاد الذي يقال له مرزم الجوزاء ، كانت طائفة من العرب يعبدونه ، { وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَاداً ٱلأُولَىٰ } وهم قوم ( هود ) ويُقال لهم ( عاد بن إرم ) ، كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ * ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } [ الفجر : 6 - 8 ] ؟ فكانوا من أشد الناس وأقواهم ، وأعتاهم على الله تعالى وعلى رسوله فأهلكهم الله { بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } [ الحاقة : 6 ] ، وقوله تعالى : { وَثَمُودَ فَمَآ أَبْقَىٰ } أي دمرهم فلم يبق منهم أحداً ، { وَقَوْمَ نُوحٍ مِّن قَبْلُ } أي من قبل هؤلاء { إِنَّهُمْ كَانُواْ هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغَىٰ } أي أشد تمرداً من الذين بعدهم ، { وَٱلْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَىٰ } يعني مدائن لوط قلبها عليهم فجعل عاليها سافلها ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود ، ولهذا قال : { فَغَشَّاهَا مَا غَشَّىٰ } يعني من الحجارة التي أرسلها عليهم { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } ؟ أي ففي أي نعم الله عليك أيها الإنسان تمتري قاله قتادة ، وقال ابن جريج : { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكَ تَتَمَارَىٰ } ؟ يا محمد ، والأول أولى وهو اختيار ابن جرير .