Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 23-32)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وهذا إخبار عن ثمود أنهم كذبوا رسولهم صالحاً { فَقَالُوۤاْ أَبَشَراً مِّنَّا وَاحِداً نَّتَّبِعُهُ إِنَّآ إِذاً لَّفِي ضَلاَلٍ وَسُعُرٍ } يقولون : لقد خبنا وخسرنا إن سلمنا كلنا قيادنا لواحد منا ، ثم تعجبوا من إلقاء الوحي عليه خاصة من دونهم ، ثم رموه بالكذب . فقالوا { بَلْ هُوَ كَذَّابٌ أَشِرٌ } أي متجاوز في حد الكذب ، قال الله تعالى : { سَيَعْلَمُونَ غَداً مَّنِ ٱلْكَذَّابُ ٱلأَشِرُ } وهذا تهديد لهم شديد ووعيد أكيد ، ثم قال تعالى : { إِنَّا مُرْسِلُواْ ٱلنَّاقَةِ فِتْنَةً لَّهُمْ } أي اختباراً لهم ، أخرج الله تعالى لهم ناقة عظيمة عشراء ، من صخرة صماء ، طبق ما سألوا ، لتكون حجة الله عليهم في تصديق ( صالح ) عليه السلام فيما جاءهم به ، ثم قال تعالى آمراً لعبده ورسوله صالح { فَٱرْتَقِبْهُمْ وَٱصْطَبِرْ } ، أي انتظر ما يؤول إليه أمرهم واصبر عليهم ، فإن العاقبة لك والنصر في الدنيا والآخرة { وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ ٱلْمَآءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ } أي يوم لهم ويوم للناقة ، كقوله : { قَالَ هَـٰذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ } [ الشعراء : 155 ] ، وقوله تعالى : { كُلُّ شِرْبٍ مُّحْتَضَرٌ } قال مجاهد : إذا غابت حضروا الماء ، وإذا جاءت حضروا اللبن ، ثم قال تعالى : { فَنَادَوْاْ صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَىٰ فَعَقَرَ } قال المفسرون : هو عاقر الناقة واسمه ( قدار بن سالف ) وكان أشقى قومه ، كقوله : { إِذِ ٱنبَعَثَ أَشْقَاهَا } [ الشمس : 12 ] ، { فَتَعَاطَىٰ } أي حسر { فَعَقَرَ * فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ } أي فعاقبتهم فكيف كان عقابي لهم على كفرهم بي وتكذيبهم رسولي ، { إِنَّآ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُواْ كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } أي فبادوا عن آخرهم لم تبق منهم باقية ، وخمدوا وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات ، قاله غير واحد من المفسرين و { ٱلْمُحْتَظِرِ } قال السدي : هو المرعى بالصحراء حين ييبس ويحترق وتسفيه الريح ، وقال ابن زيد : كانت العرب يجعلون حظاراً على الإبل والمواشي من يبس الشوك ، فهو المراد من قوله : { كَهَشِيمِ ٱلْمُحْتَظِرِ } .