Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 63, Ayat: 9-11)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى آمراً لعباده المؤمنين بكثرة ذكره ، وناهياً لهم عن أن تشغلهم الأموال والأولاد عن ذلك ، ومخبراً لهم بأنه من التهى بمتاع الحياة الدنيا وزينتها عن طاعة ربه وذكره ، فإنه من الخاسرين الذين يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ثم حثهم على الإنفاق في طاعته فقال : { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } ، فكل مفرط يندم عند الاحتضار ، ويسأل طول المدة ليستعتب ويستدرك ما فاته وهيهات ، كما قال تعالى : { وَأَنذِرِ ٱلنَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ ٱلْعَذَابُ فَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ رَبَّنَآ أَخِّرْنَآ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ ٱلرُّسُلَ } [ إبراهيم : 44 ] ، وقال تعالى : { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَ أَحَدَهُمُ ٱلْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ٱرْجِعُونِ * لَعَلِّيۤ أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ } [ المؤمنون : 99 - 100 ] ، ثم قال تعالى : { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } أي لا ينظر أحداً بعد حلول أجله ، وهو أعلم وأخبر بمن يكون صادقاً في قوله وسؤاله ، ممن لو رد لعاد إلى شر ما كان عليه ، ولهذا قال تعالى : { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } . روى الترمذي عن ابن عباس قال : من كان له مال يبلغه حج بيت ربه ، أو تجب عليه فيه زكاة فلم يفعل ، سأل الرجعة عند الموت ، فقال رجل : يا ابن عباس اتق الله ، فإنما يسأل الرجعة الكفار ، فقال : سأتلو عليك بذلك قرآناً : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ * وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولُ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } إلى قوله : { وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ } قال : فما يوجب الزكاة ؟ قال : إذا بلغ المال مائتين فصاعداً ، قال : فما يوجب الحج ؟ قال : الزاد والبعير . وروى ابن أبي حاتم ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : " ذكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الزيادة في العمر فقال : " إن الله لا يؤخر نفساً إذا جاء أجلها ، وإنما الزيادة في العمر أن يرزق الله العبد ذرية صالحة يدعون له ، فيلحقه دعاؤهم في قبره " " .