Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 11-13)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } قال ابن عباس : بأمر الله يعني عن قدره ومشيئته ، { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } أي ومن أصابته مصيبة فعلم أنها بقضاء وقدره ، فصبر واحتسب عوّضه عما فاته من الدنيا ، هدى في قلبه ويقيناً صادقاً ، قال ابن عباس : يعني يهدِ قلبه لليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وقال الأعمش عن علقمة { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } قال : هو الرجل تصيبه المصيبة فيعلم أنها من عند الله فيرضى ويسلّم ، وقال سعيد بن جبير : يعني يسترجع يقول : { إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ } [ البقرة : 156 ] ، وفي الحديث المتفق عليه : " عجباً للمؤمن لا يقضي الله له قضاء إلا كان خيراً له ، إن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ، وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن " ، وقوله تعالى : { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } أمر بطاعة الله ورسوله فيما شرع ، وفعل ما به أمر ، وترك ما عنه نهى وزجر ، ثم قال تعالى : { فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } أي إن نكلتم عن العمل فإنما عليه ما حمّل من البلاغ ، وعليكم ما حمّلتم من السمع والطاعة ، قال الزهري : من الله الرسالة ، وعلى الرسول البلاغ ، وعلينا التسليم ، ثم قال تعالى مخبراً أنه الأحد الصمد : { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } أي وحدوا الإلٰهية له وأخلصوها لديه وتوكلوا عليه ، كما قال تعالى : { رَّبُّ ٱلْمَشْرِقِ وَٱلْمَغْرِبِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ فَٱتَّخِذْهُ وَكِيلاً } [ المزمل : 9 ] .