Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 67, Ayat: 28-30)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى : { قُلْ } يا محمد لهؤلاء المشركين بالله الجاحدين لنعمه { أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ ٱللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ ٱلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } أي خلصوا أنفسكم ، فإنه لا منقذ لكم من الله إلاّ التوبة والإنابة ، ولا ينفعكم وقوع ما تتمنون لنا من العذاب والنكال ، فسواء عذبنا الله أو رحمنا ، فلا مناص لكم من نكاله وعذابه الأليم الواقع بكم ، ثم قال تعالى : { قُلْ هُوَ ٱلرَّحْمَـٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا } أي آمنا برب العالمين الرحمٰن الرحيم ، وعليه توكلنا في جميع أُمورنا ، كما قال تعالى : { فَٱعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ } [ هود : 123 ] ، ولهذا قال تعالى : { فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } أي منا ومنكم ، ولمن تكون العاقبة في الدنيا والآخرة ؟ ثم قال تعالى إظهاراً للرحمة في خلقه { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَآؤُكُمْ غَوْراً } أي ذاهباً في الأرض إلى أسفل ، فلا ينال بالفؤوس الحداد ولا السواعد الشداد ، والغائر عكس النابع ، ولهذا قال تعالى : { فَمَن يَأْتِيكُمْ بِمَآءٍ مَّعِينٍ } أي نابع سائح جار على وجه الأرض ، أي لا يقدر على ذلك إلاّ الله عزَّ وجلَّ ، فمن فضله وكرمه أن أنبع لكم المياه ، وأجراها في سائر أقطار الأرض ، بحسب ما يحتاج العباد إليه من القلة والكثرة ، فلله الحمد والمنة .