Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 69, Ayat: 13-18)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى مخبراً عن أهوال يوم القيامة ، وأول ذلك ( نفخة الفزع ) ، ثم يعقبها ( نفخة الصعق ) حين يصعق من في السماوات ومن في الأرض ، إلا من شاء الله ، ثم بعدها ( نفخة القيامة ) ، لرب العالمين ، وقد أكدها هٰهنا بأنها واحدة لأن أمر الله لا يخالف ولا يمانع ، ولا يحتاج إلى تكرار ولا تأكيد ، قال الربيع : هي النفخة الأخيرة ، والظاهر ما قلناه ، ولهذا قال هٰهنا : { وَحُمِلَتِ ٱلأَرْضُ وَٱلْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً } أي فمدت مد الأديم ، وتبدلت الأرض غير الأرض ، { فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } أي قامت القيامة ، { وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ } . عن علي قال : تنشق السماء من المجرة ، وقال ابن جريج : هي كقوله : { وَفُتِحَتِ ٱلسَّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً } [ النبأ : 19 ] ، { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } الملك اسم جنس أي الملائكة ، على أرجاء السماء : أي حافاتها ، وقال الضحّاك : أطرافها ، وقال الحسن البصري : أبوابها ، وقال الربيع بن أنَس في قوله : { وَٱلْمَلَكُ عَلَىٰ أَرْجَآئِهَآ } يقول : على ما استدق من السماء ينظرون إلى أهل الأرض ، وقوله تعالى : { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } أي يوم القيامة يحمل العرش ثمانية من الملائكة ، عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله تعالى من حملة العرش أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام " وعن سعيد بن جبير في قوله تعالى : { وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ } قال : ثمانية صفوف من الملائكة . وقوله تعالى : { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } أي تعرضون على عالم السر والنجوى ، الذي لا يخفى عليه شيء من أموركم ، بل هو عالم بالظواهر والسرائر والضمائر ، ولهذا قال تعالى : { لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وزنوا أنفسكم قبل أن توزنوا ، فإنه أخف عليكم من الحساب غداً ، وتزينوا للعرض الأكبر { يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ } ، وروى الإمام أحمد ، عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يعرض الناس يوم القيامة ثلاث عرضات : فأما عرضتان فجدال ومعاذير ، وأما الثالثة فعند ذلك تطير الصحف في الأيدي فآخذ بيمينه وآخذ بشماله " .