Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 201-202)

Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن المتقين من عباده الذين أطاعوه فيما أمر ، وتركوا ما عنه زجر ، أنهم { إِذَا مَسَّهُمْ } أي أصابهم { طَائِفٌ } ، منهم من فسره بالغضب ، ومنهم من فسره بمس الشيطان بالصرع ونحوه ، ومنهم من فسره بالهم بالذنب ، ومنهم من فسره بإصابة الذنب ، وقوله : { تَذَكَّرُواْ } أي عقاب الله وجزيل ثوابه ووعده ووعيده ، فتابوا وأنابوا واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب ، { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } أي قد استقاموا وصحوا مما كانوا فيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وبها طيف ، فقالت : يا رسول الله إني أصرع ، وأتكشف ، فادع الله أن يشفيني ، فقال : " إن شئت دعوت الله أن يشفيك ، وإن شئت صبرت ولك الجنة " فقالت : بل اصبر ولي الجنة ، ولكن ادع الله أن لا أتكشف ، فدعا لها فكانت لا تتكشف " وروي أن شاباً كان يتعبد في المسجد فهويته امرأة فدعته إلى نفسها ، فما زالت به حتى كاد يدخل معها المنزل ، فذكر هذه الآية : { إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ ٱلشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ } فخر مغشياً عليه ، ثم أفاق ، فأعادها ، فمات ، فجاء عمر فعزى فيه أباه ، وكان قد دفن ليلاً فذهب فصلى على قبره بمن معه ، ثم ناداه عمر فقال : يا فتى { وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } [ الرحمن : 46 ] فأجابه الفتى من داخل القبر : يا عمر قد أعطانيهما ربي عزَّ وجلَّ في الجنة مرتين وقوله تعالى : { وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ } أي وإخوانه الشياطين من الإنس ، كقوله : { إِنَّ ٱلْمُبَذِّرِينَ كَانُوۤاْ إِخْوَانَ ٱلشَّيَاطِينِ } [ الإسراء : 27 ] وهم أتباعهم والمستمعون لهم ، القابلون لأوامرهم { يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ } أي تساعدهم الشياطين على المعاصي وتسهلها عليهم وتحسنها لهم ، المد : الزيادة ، يعني يزيدونهم في الغي يعني الجهل والسفه ، { ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } قيل : معناه إن الشياطين تمد الإنس لا تقصر في أعمالهم بذلك ، كما قال ابن عباس : لا الإنس يقصرون عما يعملون ولا الشياطين تمسك عنهم ، وقيل : معناه كما رواه العوفي عن ابن عباس في قوله : { يَمُدُّونَهُمْ فِي ٱلْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } ، قال : هم الجن يوحون إلى أوليائهم من الإنس ثم لا يقصرون ، يقول لا يسأمون ، وكذا قال السدي وغيره ، يعني أنّ الشياطين يمدون أولياءهم من الإنس ، ولا تسأم من إمدادهم في الشر ، لأن ذلك طبيعة لهم وسجية ، { لاَ يُقْصِرُونَ } لا تفتر فيه ولا تبطل عنه ، كما قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ أَنَّآ أَرْسَلْنَا ٱلشَّيَاطِينَ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزّاً } [ مريم : 83 ] ، قال ابن عباس وغيره : تزعجهم إلى المعاصي إزعاجاً .