Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 42-43)
Tafsir: Muḫtaṣar tafsīr Ibn Kaṯīr
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
لما ذكر تعالى حال الأشقياء عطف بذكر حال السعداء فقال : { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } أي آمنت قلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم ضد أولئك الذين كفروا بآيات الله واستكبروا عنها نبه تعالى على أن الإيمان والعمل به سهل لأنه تعالى قال : { لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } أي من حسد وبغض ، كما جاء في " صحيح البخاري " عن أبي سعيد الخدري قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فاقتص لهم مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا ، أذن لهم في دخول الجنة فوالذي نفسي بيده إن أحدهم بمنزلة في الجنة أدل منه بمسكنه كان في الدنيا " وقال السدي في الآية : إن أهل الجنة إذا سيقوا إلى الجنة وجدوا عند بابها شجرة ، في أصل ساقها عينان ، فشربوا من إحداهما ، فينزع ما في صدورهم من غل فهو الشراب الطهور ، واغتسلوا من الأخرى فجرت عليهم نضرة النعيم ، فلم يشعثوا ولم يشحبوا بعدها أبداً . وقال علي رضي الله عنه : إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذين قال الله تعالى فيهم : { وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ } . وروى النسائي وابن مردويه عن أبي هريرة قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كل أهل الجنة يرى مقعده من النار فيقول : لولا أن الله هداني فيكون له شكراً ، وكل أهل النار يرى مقعده من الجنة فيقول : لو أن الله هداني فيكون له حسرة " ، ولهذا لما أورثوا مقاعد أهل النار من الجنة نودوا أن تلكم الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون ، أي بسبب أعمالكم نالتكم الرحمة فدخلتم الجنة وتبوأتم منازلكم بحسب أعمالكم ، وإنما وجب الحمل على هذا لما ثبت في " الصحيحين " عنه صلى الله عليه وسلم : " " واعلموا أن أحدكم لن يدخله عمله الجنة " ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل " " .